99

Diwan al-Hudhaliyyin

ديوان الهذليين

Daabacaha

الدار القومية للطباعة والنشر

Goobta Daabacaadda

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Noocyada

وقال أبو ذؤيب أيضًا (١) أَبَى اللهُ إلاَّ أنْ يُقِيدَكَ بَعْدَ ما ... تَراءَيَتْمُونِي مِنْ قَرِيبٍ ومَوْدِقِ (٢) المَوْدِق: المَوْضِع الذّي يَدِقُ (٣) إليه؛ يقال: وَدَقَ يَدقُ. ومِنْ بعْدِ ما أُنْذِرْتُمُ وأَضاءَني ... لِقابِسِكُمْ ضَوْءُ الشِّهابِ المَحرِّقِ فأَعْشَيْتُه مِن بعدِ ما راثَ عِشْيُهُ ... بسَهْمٍ كسَيْرِ الثّابِرِيّةِ لَهْوَقِ (٤) فأَعْشَيْتُه: يريد، عَشَّيْتُه. مِن بعدِ ما راثَ: أَبطأ عَشاؤه. بسَهْمٍ كسَيْرِ الثابِرِيّة: منسوبٍ إلى الثابِرة. لَهْوَق: حَديد (٥). وقلتُ لهَ: هل كنتَ آنَسْتَ خالِدًا؟ ... فإنْ كُنْتَ قد آنسْتَه فتَأَرَّقِ (٦) يَهْزَأ به، يقول: هل أَبْصرَته؟ إن كنتَ أَبْصَرْتَه فلا تَنَمْ.

(١) قال أبو ذؤيب هذه الأبيات الأربعة حين قتل قاتل ابن أخته خالد، ولم يروها ابن الأعرابي ولا الأصمعي. (٢) في النسختين الأوربية والمخطوطة من ديوان أبي ذؤيب: "من بعيد" مكان قوله: "من قريب". وهو أنسب بسياق البيت، إذ هو المقابل لقوله: "ومودق"، أي الموضع الذي يدنو إليه ويقرب منه، يقال: ودق إلى الشيء يدق ودقا وودوقا: إذا دنا. وإذن ففي قوله: "من قريب" -كما هي رواية الأصل- تكرار، كما هو ظاهر. يخاطب في هذا البيت والذي بعده قاتل ابن أخته فيقول: إنك قد قتلت بقتلك خالدا بعد ما رأيتموني أبعد وأقرب محاولا القود وبعد أن أنذرتكم سوء العاقبة. (٣) يدق إليه، أي يدنو. (٤) يقول: إنه عشاه بعد ما أبطأ عشاؤه بسهم كأنه في استوائه ولينه سير ثابري. ويروى، "التابرية" بالتاء المثناة كما في اللسان مادة "ثبر" بالثاء المثلثة. قال السكري: الثابرية منسوبة إلى أرض أو حيّ. وقال ياقوت: "ثابرى، منسوب إلى أرض جاءت في الشعر" ولم يعينها. قال: ويجوز أن يكون منسوبا إلى ثبرة، كما نسب إلى صعدة صاعديّ، والتغيير في النسب كثير. ويلاحظ أنه قد كتب في الأصل أيضا "عيشه" أمام كلمة "عشيه". (٥) عبارة السكري: "حديد قاطع" وعبارة اللغويين "حديد نافذ". (٦) في رواية "أكنت آنست".

1 / 91