100

Diwan al-Hudhaliyyin

ديوان الهذليين

Daabacaha

الدار القومية للطباعة والنشر

Goobta Daabacaadda

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Noocyada

وقال أيضا لَعَمْرُكَ والمنَايا غالبِاتٌ ... لكلِّ بَنِي أَبٍ منها ذَنُوبُ (١) لقد لاقَى المَطِيَّ بجَنْبِ "عُفْرٍ" ... حَدِيثٌ -لو عَجِبْتَ له- عَجِيبُ (٢) أراد: حديثٌ عَجِيبٌ لو عَجِبْتَ له. أَرِقْتُ لِذكْرِهِ مِنْ غَيْرِ نَوْبٍ ... كما يَهْتاجُ مَوْشِيٌّ ثَقِيبُ (٣) قوُله: مِن غيرِ نَوْبٍ، يريد مِن غَيْرِ قُرْب. والمَوْشِيّ: المِزْمار. وثَقِيب: مَثْقوب. سَبِيٌّ مِنْ يَراعَتِهِ نَفاهُ ... أَتِيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ (٤) وَلُوبُ

(١) الذنوب: النصيب، أي لكل قوم نصيب من الموت يفرق جماعتهم. (٢) في رواية وردت في الأصل أيضا "بنجد" مكان قوله "بجنب" وفي رواية "إن عجبت". وفي رواية: "لقد لقي" بكسر القاف وفتح الياء. والمراد بالمطي هنا: الرفاق في السفر، الواحد مطو بكسر أوله وسكون ثانيه كما ذكره السكري، وقال: إنها هذلية؛ ومطا بفتح الميم قاله في اللسان مستشهدا بهذا البيت. ونجد عفر: موضع قرب مكة؛ قاله نصر. وقال غيره: العفر رمال بالبادية في بلاد قيس. (٣) في رواية: "قشيب" مكان قوله: "ثقيب". وفي رواية "طربت لذكره". والمعنى أنه حين بلغه هذا النعي استخفه الحزن على بعد ما بينهما. ثم شبه اهتياج الحزن في صدره باهتياج المزمار الموشيّ أي الذي قد نقش ظاهره. وقال السكري في تفسير قوله: "كما يهتاج موشيّ ثقيب" أي كأن في صدري مزامير لا تدعني أنام. ويلاحظ أنه قد ورد في الأصل بعد هذا البيت ما نصه: "هنا كمل الجزء الأول من ديوان الهذليين، وهو من رواية أبي سعيد عن الأصمعي، أعني الثاني من ديوان الهذليين". (٤) ضبط في الأصل "صحر" بضم الصاد وسكون الحاء. وما أثبتناه هو مقتضى اللغة في صحرة وزان غرفة وغرف؛ قال في اللسان: والجمع صحر، أي بفتح الحاء لا غير، وأنشد بيت أبي ذؤيب هذا. يقول: إن هذا المزمار، أي قصبته، من أجمة بعيدة، وقد دفع به السيل فهو غريب عن أرضه. ثم وصف ذلك السيل بأن الصحر والحرار يزيدان في اندفاعه.

1 / 92