وجرحهم وتعديلهم، ومعرفة المرسل من المسند. ومن روى الحديث رجع عنه أو تشكك فيه، ومن روى بضد ما روى ومعرفة إجماع الصحابة، ومن روى منهم، ومن افتى.
ثم علم أصول الدين وإن كان مما يجب تقديمه لأن شرف العلم بشرف معلومه، لكنه ينبنى على الشرع الذي هو كتاب الله وسنه رسوله؛ فينبغي أن يكون الأصولى عالما بالنصوص الشرعية، والادلة البرهانية العقلية، فيتبين الحدود والرسوم، ويذكر الأدلة على تفصيل العقائد الشرعيه، العلم بذات الله تعالى وصفاته وأسمائه، وما يجوز إطلاقه من ذلك وما لا يجوز، وتاويل ما يحتاج إلى التأويل، ومعرفة النبوة والرسالة، وحقيقة الوحى والخطاب والكلام، ووصف المعجزة والفرق بينها وبين الكرامة والكهانة، ومعرفة الجائز والواجب والمستحيل، ومعرفة اليوم الاخر وما وعدت به الاخبار الصادقة من عذاب القبر والجنة والثار، ومعرفة الامامة والخلافة. كل ذلك من لوازم اصول الدين.
ثم أصول الفقه، فيكون عارفا باللغة والنحو والاصطلاح، فيطلع عليى معانى النصوص، فان تحريف الأحكام لم يكن الا من الجهل بذلك، فاذا عرف الناسخ والمنسوخ والمنطوق والمفهوم والخاص والعام وأحكام ذلك، أمكنه أن يبنى على ذلك الأحكام الشرعية والاقيسة الصحيحة.
تم علم الفروع وهو معرفة فرائض العبادات وهياتها وتكميلاتها، والمعاملات وعقودها وفسوخها، والمناكحات ومباحها ومحظورها، والجنايات وعقوباتها، والاقضيه وحكوماتها. ثم يخرج من ذلك علم الخلاف وعلم الجدل وهى علوم متاخرة عنها في الرتبة ومستنبطة منها.
ومن ذلك علم اللغة والنحو، وهو علم شريف يضطر إليه في شرح. الالفاظ لتحقيق المعانى. ومن العلوم علوم شريفة ينتفع بها ويحتاج إليها، كعلم الطب، وعلم الحساب والمساحة، وعلم الأوقات والأزمان فمن تمام
Bogga 117