Atar al-uwal fi tartib al-duwal
آثار الأول في ترتيب الدول
Noocyada
رونق المملكة اشتمالها على أئمة في هذه العلوم، فما أضيع دولة قل علماؤها، فانها ينقطع ذكرها عند انقضاء أيامها.
وكان المعتضد(1) بالله لما بنى قصوره المعروفة بالشماسية، ورتبها له المهندسون، زاد فى ذرعها فوق الذي اختطوه كثيرا، فسئل عن ذلك؛ فقال: أريد أن أتخذ حولى مساكن وغرف، يسكنها رؤساء العلماء والفضلاء من كل فن، واجري عليهم الإذرارات وما يحتاجون إليه من النفقات، وكل من أراد أن يشتغل بنوع من العلوم، قصد ذلك الامام واشتغل عليه وحصل منه بغير تعب ولا مؤونة. وكان مقصوده انتشار العلم والزيادة في الفضائل. ولو مد له في العمر حتى يتم ذلك لكان قد خلد ذكرا باقيا، وجدد اللعلوم والفضائل رونقا راقيا.
ألا ترى إلى المامون لما قال بالتشييع ، قوي أمر الشيعة في زمنه ، وكاد أن يخرج الخلافة من بيته، وكذلك كان يشتغل بعلم النجوم، واتخد الرصد فصنف له الزيج الماموني، وظهر في زمانه فضلاء من المنجمين مثل أبي معشر وغيره. وقد قيل: «إن الناس على دين الملك» فمتى عنى الملك بامر العلم والعلماء، أو بفن من الفنون، كثر في زمانه وذكر ي سيرته.
Bogga 118