أحصرته.
(أدلجت إذا سرت من أول الليل وادلجت إذا سرت من آخره).
قال الأستاذ أبو عبد الله [محمد] بن أبي العافية: على هذا الذي ذكره أبو العباس ثعلب معظم أهل اللغة من الفرق بين أدلج وادلج.
وأما ابن درستويه فزعم أنهما جميعًا بمعنى سير الليل من غير تخصيصٍ لأوله وآخره، وأن الذي استدلوا به من قول الأعشى:
(وادلاجٍ بعد المنام)
البيت.
وقول زهير:
(بكرن بكورًا وادلجن بسحرةٍ)
لا دلالة فيهما، لأن كل واحدٍ منهما إنما وصف ما فعل [هو] خاصة دون ما فعل غيره، ولم يصفا كل ادلاج، وفي قول زهير: بسحرة دليل على أنه قد يكون بغيرها وإلا فذكره بسحرة لا معنى له.
قال الأستاذ أبو عبد الله: ومن الدليل على صحة ما ذكرناه أن الإدلاج والإدلاج افتعال وافعال، وليس كل واحدٍ منهما يدل على شيءٍ من الأوقات: ولو كانت الأمثلة لاختلافها تدل على معنى من اختصاص الأوقات لكان الاستدلاج والاندلاج يدل كل واحد منهما على وقتٍ مخصوص وإنما تدل على ما وضعت له من المعاني.
قال الشارح: ادلج وزنه: افتعل، وهو مما قلب فيه الثاني إلى الأول
1 / 84