من تفسير "درج الدرر" فعلى سبيل المثال نقل ابن القيم عن الجرجاني وصرح بكنيته في بعض المواضع كما في إغاثة اللهفان (١/ ٣٥) وكتاب الفوائد (١/ ٨٩) وكتاب الروح (١/ ١٦٤) والتبيان في أقسام القرآن (١/ ١٠) (١/ ٤٩) (١/ ٨٣) (١/ ١٤٧) والقرطبي في تفسيره (٦/ ٢٨) (٦/ ٣٣٣) (٧/ ٢٥١) (٨/ ٣٥٧) (٨/ ١٥٢) وفتح القدير للشوكاني (٤/ ١٠٥) (٥/ ٤٢٤) وفي تفسير اللباب لابن عادل (١٥/ ٣٦) (١٥/ ٢٧٢ - ٤٣٥) فكل هؤلاء نقلوا عن أبي علي الجرجاني ولم أجد شيئًا من المطابقة بين تفسير أبي علي الجرجاني وتفسير درج الدرر لعبد القاهر الجرجاني وبذلك يرتفع الإشكال الوارد في نسبة "درج الدرر" لأبي علي الجرجاني مع أن أبا علي الجرجاني معاصر لعبد القاهر الجرجاني، وله كتاب في التفسير أيضًا كما نقل عنه.
...
المبحث الثاني: القيمة العلمية للكتاب
لقد أجمع النُّقَّاد والبلاغيون على أن القرآن ذروة سنام البلاغة وأنه بلغ الغاية العظمى في الفصاحة والعربية، بل تعدَّى منتهى البيان.
وإذا كان القرآن كذلك فهو حريٌّ بأن لا يتصدَّى له في إظهار هذا البيان والإعجاز والفصاحة والبلاغة إلا من تَبَحَّر بفنِّها وغاص في أغوارها حتى يكسوها طلاوة، ويودعها حلاوة، ولا نكاد نجد من يَنبري إلى تلك المهمة العصيبة مثل إمام البلاغيين وشيخ العربية وإمام النحويين كما وصفه بذلك أعلام العلماء ممن ذكرنا في المبحث الخامس في الفصل الأول، حتى لا تجد بدًا إلا أن تقول أنه أولى من يتصدَّى لكتاب الله ﷿، وبذلك يتبيَّن لنا تمامًا القيمة العلمية لهذا الكتاب بقيمة الكتاب ذاته؛ لأنه أشرف الكتب، وأشرف العلوم، وقيمة مؤلفه المعروف بجلالته ومكانته العلمية وثناء العلماء عليه.
1 / 53