233

تحفة الاعیان لنور الدین السالمی

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

ژانرونه

قال وقد كانوا عرفوا من بعضهم لبعض تعاتبا في أمر موسى بن موسى وراشد ابن النظر , فلما عزموا على عقد الإمامة لراشد بن الوليد تداعوا إلى الاجتماع على سبب يعرفونه في ذلك , فاجتمعوا هم وغيرهم إلا أبا مسعود النعمان بن عبدالحميد فإنه لم يحضر ذلك قبل العقدة , فاجتمعوا في بيت كان ينزل فيه راشد بن الوليد , وكان المقدم فيهم أبو محمد عبدالله بن محمد بن أبي المؤثر , فاجتمعوا جميعا على أن الواقف عن موسى وراشد والمتبري منهما جميعا في الولاية , وأنهما جميعا مؤتمنان على دينهما في ذلك , ولم نعلم من أحد منهم أنه برئ بغير حق؛ أو وقف بغير حق. ثم بايعوا الإمام راشد بن الوليد على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وعلى الجهاد في سبيل الله وعلى سبيل الدفاع وعلى إتباع سبيل أئمة العدل قبله قسطا وعدلا.

قال وعلى هذا بايعه أبو محمد عبدالله بن محمد في المنزل الذي كان ينزل فيه من نزوى؛ ثم بايعه من بعده أبو مسعود على نحو ما بايعه أبو محمد؛ بايعت الجماعة على نحو من ذلك وقبل منهم البيعة , وخرجوا على الناس بالبطحاء من نزوى في جماعة من أهل عمان من نزوى ومن سائر أهل القرى من شرق عمان وغربها من أهل العفاف منهم والفضل والجاه والرياسة؛ مستمعون لذلك مطيعون؛ لا يظهر لأحد منهم كراهية ولا نكير.

ثم قام أبو محمد عبدالله بن محمد بن شيخة خطيبا على رأسه بين الجماعة فخطب له بالإمامة وأخبر الناس بأن الجماعة قد بايعت له على الإمامة , وأمر الناس بالبيعة له فبايعوا له شاهرا ظاهرا.

قال وكان ممن بايع له ذلك اليوم بحضرته عبدالله بن محمد بن أبي المؤثر وعبدالله ابن محمد بن شيخة يبايع ناحية , قال وأرجو أن أبا مسعود كان يبايع له ناحية وعيرهم من الناس.

مخ ۲۴۲