{ مآ أصابك } أيها الإنسان على الإطلاق، أو يا محمد لفظا، والمراد آحاد الأمة معنى، أو المراد هو صلى الله عليه وسلم لا لبيان حاله بل لتصوير حال الكفرة { من حسنة } نعمة { فمن الله } فضلا وخلقا إذا كان الإنسان لا يفى بشكر طاعة صدرت منه فكيف يفى بشكر تفضل، قال رسول الله صلى الله عيله وسلم:
" لا أحد يدخل الجنة إلا برحمة من الله تعالى، قيل: ولا أنت؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمته "
{ ومآ أصابك من سيئة } بلية { فمن نفسك } تسببا لها بمعصيتك وانتقم الله منك بها، ومن الله خلقا كما قال: { قل كل من عند الله } ، قالت عائشة رضي الله عنها: ما من مسلم يصيبه وصب، أى مرض، ولا نصب، أى تعب، حتى الشوكة يشاكها وحتى انقطاع شسع نعلة إلا بذنب وما يعفو الله أكثر، ومعنى الشوكة إصابة الشوكة له لا نفس البنات، لأنها قالت يشاكها، لا يشاك بها ولعطف المعنى عليه وهو انقطاع، والشسع سير النعل،
وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم
[الشورى: 30]، وعنه صلى الله عليه وسلم:
" لا يصيب عبدا نكبة فما فوقها أو ما دونها إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر "
، وعن ابن عباس: ما كان من نكبة فبذنبك وأنا قدرت ذلك عليك { وأرسلناك } يا محمد { للناس } كلهم أى إلى الناس أو اللام على ظاهرها، لأنه صلى الله عليه وسلم نافع لهم { رسولا } حال مؤكدة، أو مصدر مؤكد بمعنى إرسالا، أو وصف بمعنى المصدر، وإن علق برسولا فالتقديم للحصر، أى رسولا إلى كل الناس العرب والعجم، لا إلى العرب خاصة { وكفى بالله شهيدا } على رسالتك بنصب المعجزات لك عليهم وبإنزال النص على رسالتك وعلى صدقك وتكذيب الناس لك.
[4.80]
{ من يطع الرسول فقد أطاع الله } لأنه يقول عن الله عز وجل وما يقول باجتهاد على فرض أنه يجتهد، فإن الله أباحه له، فطاعته فيه طاعة لله { ومن تولى } عن طاعته كما يناسب الظاهر، وهو لفظ الرسول، فإن الظاهر من قبيل الغيبة، أو من تولى عن طاعتك عن طريق الالتفات، ويدل له التعليل النائب عن الجواب والتقدير فلا يهمنك أمره وتعاقب معطوف على يهمنك أى فلا تعاقب بذنبه، وقيل المراد جنس الرسل فيدخل صلى الله عليه وسلم بالأولى، ويرده أو يضعفه تخصيصه بالخطاب فى قوله تعالى { فمآ } أى لأنا ما { أرسلناك عليهم حفيظا } ضامنا لصلاحهم، بل أرسلناك مبلغا ونذيرا، أو إلينا جزاؤهم، ومعنى الآية مما يصح قبل نزول القتال وبعده فلا حاجة إلى دعوى نسخها بآيت القتال، قال صلى الله عليه وسلم:
" من أحبنى فقد أحب الله ومن أطاعنى فقد أطاع الله "
ناپیژندل شوی مخ