271

تيسير التفسير

تيسير التفسير

ژانرونه

، فقال المنافقون: قارف الشرك وهو ينهى عنه، أراد أن نتخذه ربا، كما اتخذت النصارى عيسى ربا، فنزلت الآية: من يطع الرسول، تصديقا له وتكذيبا لهم.

[4.81]

{ ويقولون } أى المنافقون، عندئذ، وقيل المؤمنون الذين يخشون الناس كخشية الله { طاعة } أمرنا طاعة، أو حقك طاعة، أو منا طاعة أو علينا { فإذا برزوا } ظهروا بالخروج { من عندك بيت طآئفة } هى رؤساؤهم { منهم غير الذى تقول } هى من الطاعة لك، أو غير الذى تقول أنت يا محمد لهم من أمر الدين، أى دبرته ليلا وقت البيان ليضعوا رأيهم ويجتمع، أو فى بيت بناء أو سووه كما يسوى البناء بيتا، أو بيت نظم، يقال بيت شعر، أى دبره، وهم كانوا عندك على غير الذى تقول قبل البروز أيضا لكن بعد البروز جددوا له وثوقا لمخالفة ظاهره له حين كانوا عنجك، أو جددوا أمرا آخر مقويا له { والله يكتب } فى صحفهم أو فيما يوحيه إليك { ما يبيتون } ليجازيهم به وليخبرك به { فأعرض عنهم } لا تشغل بالك ولا تضق ولا تفضحهم، بل اصفح عنهم ولا تعاتبهم ليستقيم أمر الإسلام { وتوكل على الله } فى الأمور كلها ومنها أمرهم وهو من أعظمها { وكفى بالله وكيلا } يكفيك شأنهم وشأن غيرهم.

[4.82]

{ أفلا يتدبرون القرءان } أيشكون فلا يتدبرون، أو أيعرضون فلا يتدبرون، والتدبر النظر فى دبر الأمر، أى عاقبته، ويستعمل فى مطلق النظر فى حقيقته وأجزائه أو سابقه أو لاحقه وأسبابه، قال شيخنا: الأولى أن تكون العبارة على الترتيب الآتى كما فى كتب التفسير، أو سابقه وأسبابه أو لاحقه وعواقبه، والمراد فلا يكتسبون معرفة عاقبته، وهى ما ترجع إليه ألفاظه من المعانى، والاستفهام بمعنى الأمر، كقوله تعالى:

أفلا يتوبون إلى الله

[المائدة: 74]، أو توبيخ وإنكار بصحة حالهم، والماصدق واحد، ولو تدبروا لعلموا أن الله شهد له وأنه لا شبهة فى شهادته تعالى له، وذلك جواب لما يقال من أين يعلم أنه تعالى شهد له صلى الله عليه وسلم { ولو كان من عند غير الله } كما قالوا أساطير الأولين، وكما قالوا يعلمه بشر { لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } بأن يكون بعضه فصيحا وبعضه غير فصيح، أو بعضه صدقا، وبعضه كذبا، وبعضه تسهل معارضته، وبعضه تصعب معارضته، وبعضه يقبله العقل السليم وبعضه ينكره، وأفصح الفصحاء، إذا طال كلامه توجد فى بعضه ركة، ولا أقل من أن تتفاوت فصاحته، والقرآن كله على نهج واحد من الفصاحة ولا تخالف بين لا يسأل عن ذنبه ولنسألنهم، لأن المعنى يسأل فى موطن دون آخر، ولا يسأل استفهاما ويسأل توبيخا، ولا بين،

إلى ربها ناظرة

[القيامة: 23]، و

لا تدركه الأبصار

ناپیژندل شوی مخ