وتوفي عليه السلام بحيدان من بلاد خولان في شهر ربيع سنة ست وستين وخمس مائة، وقبره هنالك مشهور مزور، وعمره ست وستون سنة، وكانت مدة ولايته ثلاثة(1) وثلاثين سنة.
وأصابه العمى -عليه السلام- في آخر عمره، وأسره فليتة بن قاسم القاسمي وحبسه فغضب لحبسه رجال من همدان وغيرهم، فأخرج -عليه السلام- لأجلهم.
وقد كان استولى بعد دعوته على صنعاء، وفيها حاتم بن أحمد ومن
معه من همدان، وعلى زبيد سنة ثلاث وخمسين، وفيها فاتك أظنه(2) عبد حبشي، وكان فاسقا فاعتنى -عليه السلام- بقتله بعد (أن)(3) بذل العبد مالا كثيرا في سلامته فأقسم -عليه السلام- لو أعطي ملك زبيد كله لا أفداه؛ فقتله حدا؛ لأنه كان يؤتى كما تؤتى النساء، فراوده أصحابه عليه السلام في أخذ المال، فقال -عليه السلام-: قد نزهت نفسي عن ذلك، وقلت لأهل زبيد: قل لا أسألكم عليه أجرا، ثم ولى على زبيد واليا من جهته -عليه السلام- ، وعاد سالما منصورا.
مخ ۲۲