[استطراد: القاضي جعفر بن عبدالسلام](4) وكان من أعوانه وأنصاره القاضي العلامة شمس الدين جعفر [بن أحمد](1) بن عبدالسلام عالم الزيدية وإمامها، وكان أبوه عالم الباطنية، وأخوه يحيى شاعرهم، فهدى الله القاضي جعفر فانقطع إلى الزيدية ورجع إلى العراق وهو أعلم من باليمن، وانقلب إلى اليمن وهو أعلم من بالعراق(2).
ودرس عليه الشيخ الحسن الرصاص وهو غلام، وصنف في الأدب الشيخ أحسن وهو ابن أربع عشرة سنة، وفي علم الكلام وهو في خمس عشرة سنة(3).
ولهذا القاضي جعفر مصنفات [في كل فن](4) اعتماد الزيدية في وقتنا(5) عليها وصار هو وأصحابه (يضرب به المثل وبعلمهم)(6)، وقبره مشهور بسنع صنعاء، وله عقب بتلك الجهة.
وتلامذته من العلماء جم غفير منهم السيد حمزة بن سليمان والد المنصور بالله عليه السلام، والشيخ حميد القرشي، وسليمان بن ناصر (صاحب شمس الشريعة)(7)، وعبدالله ومحمد إبنا أبي النجم وجماعة كثير من أهل صنعاء.
وقد قيل: على (أهل)(8) اليمن نعمتان في الإسلام والإرشاد: الأولى وهي أعظمها الهادي عليه السلام، والأخرى القاضي جعفر أرشد بعلمه كثيرا من الناس.
مخ ۲۳