============================================================
ذكر ما كان من نساد بني إسرائيل وتسليط العدو عليهم اليكم عن قريب وذكر وهب بن منبه أن آخر ما حوله الله تعالى في صورة البعوض فجاء فدخل بيته فحوله إنسانا فاغتسل بالماء ولبس المسوح ثم أخذ سيفه مسلولا وخرج إلى الناس وجمع رعاياه وحشمه، ثم قال: أيها الناس إنا كنا نعبد من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا، وقد تبين لي من قدرة الله تعالى في نفسي ما علمت أته لا إلله إلا الله إلله بني إسرائيل وقد آمنت به فمن تبعني على ديني فهو مني ومن خالفني فبيني وبينه السيف وأشار بالسيف إليهم وقد أجلتكم يومي وليلتي فإذا أصبحت فأتوني طائعين ثم إنه انصرف فدخل بيته فقبضه الله تعالى من ليلته. قال وهب بن متبه سألني ابن عباس عن بخت نصر فقصصت عليه قصته فقال: ما شبهت إيمانه إلا بإيمان سحرة فرعون، قال وهب ثم آنه لما هلك بخت نصر جلس ابنه مكانه وكان جبارا عاتيا فجعل يأكل في آواني بيت المقدس ويشرب في أوانيها الخمر وكانت الأواني تلك مما عملتها الشياطين لسليمان من أصناف الجواهر فقال له دانيال لا تفعل فإن أباك هم أن يفعل بما فعلته فأخبرته أنه من مال الله تعالى فأطاعني وتركه فلم يقبل ابن بخت نصر منه وطرده فقالت له أمه وكانت عاقلة بثس ما صنعت حين طردت دانيال وقد رآيت يعظمه أبوك وفوض آموره إليه وكان أبوك أعقل منك وإنه لم يعظمه إلا لعلمه بنصيحته له وإني أخاف أن تحتاج إليه في بعض الأحيان فلا ينصحك، فقال لأمه إنه ليس في الأرض رجل أبغض إلي منه، فقالت: ستعلم غذا فبيما ابن بخت نصر في عيد له مع عظماء قومه إذ بدت بنث لها كفت لا ساعد معها ولا صاحب لها وكتبت لهم ثلاث كلمات وغابت عنهم قلم يروها ففزعوا ولم يدروا الكتابة ما هي وتحيروا فيها فقالت امرأة بخت نصر لابنه لا تطول عليك الحزن فادع دانيال يخبرك ويفرج عنك فأرسل إليه فدعاه واعتذر إليه من فعله به ثم سأله أن يقرأ ما كتبته الكف، فقال: وزن فخف ووعد فأنجز وجمع ففرق فقال له: وما معناه؟ قال: معناه أن الله وزن عملك فخف عنده، وأنه وعد لكم الملك فأنجز إلى هذه الغاية وأنه جمع أموركم وملككم وهو يفرق لكم الآن، فقال له: ومتى يكون ذلك؟ قال: إنك تقتل بعد ثلاث ليال فينتقل الملك منك إلى غيرك فقام ودخل بيته ثم دعا أوثق الناس عنده وقال له: الزم عتبة بابي فلا يمرن بك أحذ إلا قتلته ففعل ذلك الحارس، فلما مضت الثلاثة أيام قام ابن بخت نصر ليخرج فكان الحارس قد نام فلما مر به الخبيث أي ابن الملك انتبه الحارس فضربه بالسيف وهو يقول: أنا ابن الملك فقال: كذبت حتى قتله فمرج أمر أهل بابل. ثم إنه ملكهم بعض ملوكهم فشاور الناس وقال: ما ترون في أمر بني إسرائيل؟ فقالوا: نرى آن يخرجهم عنا فإنه ما أصابنا وملوكنا إلا منهم وذلك أمر بفضل الله تعالى آلهمهم بما قالوه به فدعا الملك دانيال وقال له: اخرج بقومك عن بلادنا فخرج بهم دانيال وقال لهم الملك: احملوا معكم ما كان حمله بخت نصر من أموال
مخ ۳۰۴