============================================================
ذكر يوشع بن نون عليه الشلام بالشعير، فغضب الله تعالى عليهم وسلط عليهم طاعونا هلك منهم في يوم واحد آربعة وعشرون ألفا ومات منهم في ذلك الطاعون سبعون ألفا فذلك قوله تعالى: فأرسلنا عليهم رجزا مب الشماء يما كانوا يظلموب (الأعزاف: الآية 162] ثم رفع الله تعالى ذلك عنهم بدعاء يوشع ويروى أن يوشع قتل من ملوك الكنعانيين والعمالقة واحدا وثلاثين ملكا وكان على العمالقة سميدع بن هوير بن نفيلة وقسم يوشع على بني إسرائيل الأرض المقدسة فجعل لكل سبط ناحية يسكنونها ويعمرونها فلما حضرته الوفاة وكان أيامه أربعين سنة استخلف على بني إسرائيل كالوب بن يوفنا ولم يكن نبوة إلا أنه كان رجلا صالخا وكانت بنو إسرائيل تحبه فوليهم فأطاعوه زمانا يقوم فيهم بسنة موسى ويوشع حتى قبضه الله تعالى على منهاجها واستخلف ابتا له يقال له يوسف بن كالوب وكان نظير يوسف بن يعقوب في الجمال فافتتن الناس بالنظر إليه وجعلوا يردون عليه من الآفاق لرؤيته وافتتنت به النساء فتنة عظيمة فخاف على نفسه فدعا الله تعالى آن يسوء خلقه لثلا يفتتن به فأجابه الله تعالى بالجدري في وجهه وأملكهم أربعين عاما بالعدل فلما توفاه الله تعالى اختلف بعده بنو إسرائيل ودعا كل سبط إلى آنفسهم وزعموا أن الإمامة فيهم فقال ولد موسى الذين من سبطه إن الله تعالى لم يأمرنا بما يفعل هؤلاء ولا أوصى إلينا موسى بذلك فاعتزلوا بني إسرائيل وفارقوهم ودعوا ربهم أن ينجيهم من صحبتهم وهم الذين قال الله تعالى في حقهم ومن قور موسى أمة يهدوب بالحق وبيه يعدلون [الأعراف : الآية 159) قال بعض أهل الأخبار دعوا الله تعالى باسمه الأعظم، ويقال كان دعاؤهم أن قالوا يا الله يا الله أنت المرهوب منك يرهبك جميع خلقك، يا نور النور، أنت الذي احتجبت دون خلقك فلا يدرك نورك نور يا الله يا الله، أنت الرفيع فوق عرشك لا إلكه غيرك تعاليت عن أن يكون لك شريك وتعظمت عن أن يكون لك ولد وتكرمت عن أن يكون لك شبه وتجبرت عن أن يكون لك ضد يا نور النور كل نور خامد لنورك يا مليك كل مليك يفنى غيرك يا دائم كل يزول غيرك، يا حي يا قيوم وكل حي يموت غيرك يا الله يا الله يا الله يا أرحم الراحمين ارحمني رحمة تطفي سخطك عتي وتكف عذابك عني وترزقني بها سعادة من عندك وتحلني بها دارك التي يسكنها خيرتك من خلقك يا أرحم الراحيم، ويقال: إن هذه الكلمات اسم الله الأعظم ويروى آنها الكلمات علمها الله ابراهيم يوم القي في النار فدعا بها فنجاه الله تعالى منها، ودعا موسى يوم البحر ففلقه الله تعالى له وإن قوم موسى دعوا بها فاستجاب الله تعالى لهم فأظهر لهم سربا في الأرض فدخلوه وجعل الله تعالى لهم شعلة تسير بين أيديهم مثل المصباح وهم يتبعونها، وفي بعض الروايات آنهم ساروا في السرب ثلاثة أيام، وفي بعض الروايات أنهم ساروا فيها سنة ونصفا وجعل الله تعالى معهم نهرا من ماء يجري معه، وأجرى عليهم آرزاقهم على
مخ ۲۱۹