218

============================================================

بات في ذكر بوشع بن نون عليه الشلاه(1) وهو يوشع بن نون بن آفراهم بن يوسف عليه السلام ولما مات موسى قام يوشع خليفة له على بني اسرائيل وكان الله تعالى أمره أن يستخلف عليهم وأوصى إليه موسى آن يخرج ببني اسرائيل إلى أرض (أريحا)(2) ليجاهد بهم العمالقة ففعل ونزل بساحتهم فخرجوا إليه وحاربهم وقتل جبابرتهم وكان ذلك يوم الجمعة وكان قد بقيت منهم بقايا فخاف أن يبهج عليه الليل فيفتنونه ليلة السبت إذ لا سبيل لهم إلى القتال ليلة السبت ويومه فسأل ربه أن يحبس عليه الشمس ليفرغ منهم، فحيس الله تعالى الشمس حتى فرغ منهم، ويقال: لا، بل كان يقاتلهم فقالوا فيما بينهم غداة يوم السبت وهم لا يقاتلون فنحن نوقع بهم فخاف يوشع ذلك فسأله الله تعالى فحبس الشمس عليهم حتى فرغ منهم وهزمهم وقتلهم في عشية يوم الجمعة ثم داوم يوشع على الجهاد وفتح فيما يذكر إحدى وثمانين مدينة من نواحي الشام والسواحل وما والاها ثم رفع عنهم الحرب أربعين سنة فسكنوا وطاب لهم العيش ويوشع فيهم مطاع وهم من أحسن الناس حالا وكان من الحوادث في أيام يوشع أن الله تعالى لما فتح لبني إسرائيل مدينة أريحا وأمرهم بدخولها قال لهم: آنثلوا مده القهة فكلوا منها حيث شنتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حة [البقرة: الآية 58] أي حط عنا ذنوبنا نغفز لكر خطيكم وسنزيد المعينين فبدل الذي ظلموا قولا غير الذيم قيل لهر} [البقرة: الآيتان 58، 59]، وذلك أنهم لما أتوا الباب رأوا بابا رفيعا إلى السماء فقالوا وما حاجتنا إلى السجود مع ما عليه هذا الباب من الارتفاع، فدخلوه رافعي رؤوسهم إلى السماء ويقال دخله بعضهم زحقا على سبيل الاستهزاء وقالوا: بدل ما قيل لهم حطة هطا سمقاثا آي نريد حنطة حمراء مخلوطة (1) تفاصيل نبي الله يوشع (عليه السلام) في ابن كثير - البداية والنهاية 1/ 421.

(2) أريحا: بالفتح ثم الكسر، وياء ساكنة، والحاء مهملة، مدينة الجبارين في الغور من أرض الأردن، بالشام بينها وبين بيت المقدس يوم، سميت فيما قيل بأريحا بن مالك بن آرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام، انظر ياقوت الحموي، معجم البلدان 165/1.

مخ ۲۱۸