قرأت عليه بعض القرآن العظيم بالقراءات السبع بقراءة الإمام أبى عمرو الداني وبالإدغام الكبير لابن عمرو بن العلاء وبقراءات يعقوب الحضومي جمعا بين روايتي روح ورويس عنه، وأخبرني أنه قرأ بحرفي الحرمين جمعا ما عدا من أول سورة مريم إلى آخر القرآن على أبي جعفر أحمد بن سعيد بن أحمد بن بشير الأنصاري شهر بالفزاز بسنده المشهور، وقرأ عليه جميع كتاب التيسير ثم سمعه ثانيا عليه، وأخبرني أيضا أنه قرأ بالقراءات السبع على الشيخ أبى العباس أحمد بن علي بن عيسى بن عباس الرعينى الشهير بالطباع، وأخبره أنه قرأ بها على الخطيب الجليل المجاب الدعوة أبى محمد عبد الله بن محمد بن حسين العبدري الشهير بالكواب، وقرأ أبو محمد الكواب على الأستاذ الجليل أبى بكر محمد بن علي بن حسون الحميدي على شريح بن محمد ابن شريح بسنده،) وقرأ أيضا (بالقراءات السبع جمعا في ختمة واحدة على الشيخ أبى الطاهر إسماعيل بن هبة الله بن المليخى بقرائته للسبع على أبى الجود غياث بن فارس بن مكي اللخمي المنذري، وقرأ أبو الجود على أبى الفتوح ناصر بن الحسين الزيدي الخطيب بمصر، وقرأ أبو الفتوح على أبى الحسن علي بن أحمد الأبهري الصيني الضرير، وقرأ على الاهوزى، وقرأ أبو الفتوح أيضا على أبى الحسن بن يحيى ابن الفرج بن الخشاب المصري، وقرأ على أبى العباس بن النفيس، وأخبرني أنه قرأ بالقراءات الثمان على الشيخ رشيد الدين أبى محمد عبد النصير بن علي بن يحيى الهمداني عرف بالمريوطي وقرأ على جعفر الهمداني وعلي الصفراوي وقرأ على بن خلف الله، وقرأ ابن خلف الله على ابن الفحام صاحب كتاب) التجريد (بأسانيده وهذا كله إسناد عال في القراءات وقرأت عليه بعض كتاب التيسير للحافظ أبى عمر الداني، وناولنيه ثم قرأت جميعه عليه بعيد ذلك وحدثني به بأسانيده فيه في هذا، وسمعت من لفظه حديث الرحمة المسلسل بشرطه، وقرأت عليه جميع الأرجوزة الألفية في علم العربية نظم أبى زكرياء يحيى بن معط بن عبد النور وحدثني بها قراءة عن الشيخ رضي الدين أبى بكر بن عجن بن علي القسنطيني الشافعي عن ناظمها قراءة، وقرأت عليه جميع القصيدة البائية الشهيرة التي من نظم الإمام شمس الدين أبى عبد الله محمد بن محمد بن المنعم الأنصاري محمد الخيمي وأولها:
يا مطلبا ليس لي في غيره أرب ... إليك آل التقصى، وانتهى الطلب
وحدثني بها عن ناظمها المذكور سماعا عليه، وقرأت عليه جميع ثلاثيات الإمام أبى عبد الله البخارى ﵁ في أصله منها الذي بخط يده، ووهبه لي أثر القراءة وجميع أسانيده فيها مسطورة فيه بخطه وتخريجه وقد قرأت جميع الثلاثيات هذه، وسمعتها على جماعة كثيرة من أهل الأندلس وغرب العدوة وغيرهم وأفردت لأسانيدي فيها كتابا مجموعا، وقرأت عليه جميع قصيدته اللامية التي سماها) بعقد اللئالى (في القراءات السبع العوالي، وقرأت عليه بعض تآليفه اختصر فيه نهاية ابن رشد ﵀، وسمعت عليه جميع الجزء الذي أملاه في الفوائد والفرائد المنتقاة والغرائب عن الشيوخ العوالي، ونقلته من أصله وصححت بقرائتي عليه بعض تآليفه المسمى بالبحر المحيط في تفسير القرآن العظيم، وبعض تآليفه المسمى بارتشاف الضرب، من لسان العرب في النحو، وجميع المقدمة في النحو التي سماها الشذرة، وتناولت جميع هذه الكتب من يده وقرأت عليه كثيرا من ديوان شعره ومن رسائله ونثره، ونقلت من نظمه جملة فوائد فريدة، وصححتها بقراءتي عليه، وسمعت عليه مروياته، وسمعت غير ما رسمت هنا وذكرت، وأجازني إجازة تامة وكتب لي بخطه، ومولده بغرناطة في آخر شعبان من عام أربعة وخمسين وستمائة وأنشدني لنفسه:
لم أؤخر عمن أحب كتابي ... لقلى فيه أو لترك هواه
غير أني إذا كتبت كتابا ... غلب الدمع مقلتي ومحاه
وأنشدني لنفسه أيضا:
سبق الدمع بالمسير المطايا ... إذ نوى من أحب عني نقله
وأجاد السطور في صفحة الخ ... د ولم لا يجيد، وهو ابن مقله
وأنشدني لنفسه أيضا:
عداتي لهم فضل علي ومنة ... فلا أبعد الرحمان عني إلا عاديا
هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها ... وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
1 / 39