وللجمهور بالانسياح إليه والانسياب، لهج الغياب بالإياب، وطرب الشيب لذكر الشباب، أخذ القراءة عن جماعة جلة وسمع الحديث على رجال بأسانيد علية، حتى انتهى رتبة أوائلها، وانتهج طرق اعتنائها واعتلائها، وفضائله كالصبح جلا الأفاق، والنجم أعقب الإخفاق لقيته بموضوع إقرائه من الإسكندرية فسمعت عليه من الحديث كثيرا، وترددت إليه فانتفعت به انتفاعا كبيرا، ومما سمعت عليه جزأ فيه ستة أحاديث منتحبة من رباعيات الترمذي، وفيها حديث واحد ثلاثي تخريج السيد الشريف تاج الدين أبى الحسن علي بن أبى الحسن علي ابن أبى العباس أحمد القرافي الحسنى بسماعه له قراءة مخرجه المذكور على الشيخ شرف الدين أبى عبد الله محمد بن عبد الخالق بن طرخان القرشى الأمورى بسماعه بجميع كتاب الترمذي من أبى الحسن علي بن أبى المكرم نصر بن المبارك المعروف بابن البناء قال أخبرنا أبو الفتح عبد المالك بن أبى القاسم عبد الله بن أبى سهل بن أبى القاسم الكردوخى سماعا عليه، قال: أخبرنا المشائخ الثلاثة أبو عامر محمود بن أبى القاسم الأزدي وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغوجي وأبو نصر عبد العزيز بن محمد الترياقى قالوا: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن عبد الله بن أبى الجراح الجراحي قال: أخبرنا أبو عباس محمد ابن أحمد بن محبوب المحبوبى المروزي قال: أخبرنا أبو عيسى الترمذي، ومما قرأت عليه بلفظي جميع الجزء المسمى " بقضاء حوائج الأخوان وإغاثة اللهفان " تأليف الحافظ أبى الغنائم محمد بن علي بن ميمون النسري الكوفي، بحق سماعه على الشريف أبى الحسن علي بن أبى العباس أحمد القرافى المذكور، بسنده المرسوم على ظهر الجزء المذكور المنتسخ بخطى، المصحح على هذا الشيخ الفاضل جهدي، وإجازني إجازة تامة مطلقة عامة، وكتب لي بخطه، ومولده سنة ثلاث وخمسين وستمائة بمصر بالفسطاط وأشياخه جملة منهم: أبو عبد الله بن طرخان المذكور، ومنهم الإمام أبو عبد الله محمد بن الدهان، والشيخ المقرئ صالح مكين الدين عبد الله الأسمر بن منصور العمري، ومنهم الشيخ كمال الدين أبو الذكر بن عبد القادر الدحراوى، وغيرهم ممن يطول ذكرهم، رضي الله عن جميعهم، ونفع بحبهم والترحم عليهم. وممن لقيته من العلماء المتجرين والحفاظ المصنفين: الشيخ المصنف نور الدين أبو الحسن علي بن يونس بن عبد الله الهواري التونسي حل كتف العلم والعلاء، وجل قدره في الجلة الفضلاء، ولم يزل على كد الطلب أصبر من عود يجنيه جلب فقطع الليالي ساهرا، وقطف من العلم ازاهر، حتى ارتوى من المعارف سجله، وعرف مكانه من العلم وفضله، فأثمروا وأورق، وغرب وشرق، وجمع وفرق، وتوغل في فنون العلم واستغرق، طلع على الأبصار هلالا لأن الغرب مطلعه، وسما في النفوس موضعه وموقعه، وأدرك غاية المجد بقدمه، وأفصح عن سر فضله لسان قلمه، فجمع أشتات الفضائل، ورفع ألوية الفواضل واجتلى شمس العلى بتلك الآفاق، وشاهد في طلوعها من مشرقها ما لها من الإشراق، فلله دره بحرا لدرره الأسماع ملتقطة، وروضا بزهره الأجفان مغتبطة، فلا أزين من لقائه ولا أحسن من إلقائه، ولا أفضل من معاملته، ولا اجمل من مجاملته، ولا أحلى من محادثته، ولا أجلى من مناقشته، لقي الشيوخ الأكابر، وبقي حمده متعرفا من بطون الكتب والسنة الأقلام وأفواه المحابر كثيرا ما كنت أذكر بأوصافه، وأفكر في حمد يقوم بأوصافه ولم ادر أرد أم أرود، وافد بقلمي على مجالس جود أو مجال سجود، فأحشر إليه الألفاظ، وأقوم بها في مدحه أخطب من قس أياد بعكاظ لقيته بالإسكندرية فسمعت من لفظه جملة من تخميس أبى مهيب لعشرينيات أبى زيد الفزارى وتناولت جميع التخميس من يده، وحدثني به عن الأستاذ أبى العباس النيلى سماعا لجميعه عليه، حدثه به عن الناظم ابن مهيب المذكور وسمعت عليه تفقها بعض كتاب التنقيح للإمام شهاب الدين القرافى، وحدثني به عن المؤلف شهاب الدين المذكور عرضا مني لجميعه عليه وتفقها، وسمعت منه بعض شرحه لكتاب ابن الحاجب الأصلي وبعض شرحه للتنقيح وأجازهما لي، وأذن لي في روايتهما عنه، وأجازني سائر تئاليفه وجميع ما يعلمه ويرويه إجازة تامة مطلقة عامة وكتب بخطه، ومولده في ذي الحجة من عام ثمانية وستين وستمائة، وممن نفته بها من الرواة المتقين الله حق الثقاة الشيخ الفقيه العدل شمس الدين أبو عبد الله بن الشيخ الإمام العلامة مفتي
1 / 28