ولا تلتفت قول امرئ القيس انه ... ضليل ومن ذا يهتدي بمضل
ففي الأرض أحباب وفيها منازل ... فلا تبك من ذكرى حبيب ومنزل
وأنشدني للقاضي الخطيب العالم أبى عمر بن إدريس، أخي بني بحر صفوان بن إدريس. في أبى العباس الفضل بن أحمد بن الفضل، أحد علماء مرسية ووزرائها، وكان أوحد زمانه في حسن الصورة.
أطاع فؤادي حبه وعصى العدلا ... وذاق الهوى مرا، ولكنه استحلا
يقولون أقصر، وأنس فضلا ولم اكن ... لا فعل هذا، ساء قولهم فعلا
يكلفني العذال ما لا يحل لي ... أأنسى؟ وقال الله لا تنسوا الفضلا
وأنشدني له أيضا:
واغيد حظي منه ما اختلس الطرف ... يميل بقلبي نحوه الحسن والظرف
غزال ضعيف اللحظ ويحي وإنما ... جنى ضعف صبري في الهوى ذلك الضعف
هو الخشف إلا أنه كلما رنا ... جزعت وفي المعتاد أن يجزع الخشف
أرى هجره وقفا علي فهل غدا ... جزاء على أني على حبه وقف
سلوه برفق هل جنيت جناية ... فان قال أي فاسألوه عسى يعفو
ويصرفني من جوره نحو عدله ... فها أنا لا عدل على ولا صرف
سأتنيه نحوي بالقوافي فأنها ... نسيم ويحكي الغصن لي ذلك العطف
قنعت بأن يهدى إلى سلامه ... إذا لم يكن زهر من الروض فالعرف
وأنشدني لابن الربيع سليمان بن أحمد اليبنى، أندلسي استوطن المشرق ومدح الملك الكامل:
لولا تحديه بآية سحره ... ما كنت ممتثلا شريعة أمره
رشأ أصدقه وكاذب وعده ... يبرى لعاشقه أدلة عذره
ظهرت نبوة حسنه في فترة ... من جفنه وضلالة من شعره
وأنشدني عند الوداع لعلي بن هاشم المروزي:
يا موقد النار يدكيها فيحمدها ... قر الشتاء بأرواح وأمطار
قم فاصطلي النار من قلبي مضرمة ... بالشوق من مهجتي، يا موقد النار
ويا أخا الذود قد طال الظلماء بها ... ما يعرف الرى من جذب واقفار
رد بالعطاش على عيني ومحجرها ... تروي العطاش بدمع وأكب جار
يا مزمع البين لا كان الرحيل فان ... كان الرحيل فأني غير صبار
ان غاب شخصك عن عيني فلم تره ... فان ذكرك مقرون باضمار
1 / 21