217

============================================================

امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم} الآية. فلم يصحبه بعد ذلك وكانت وفاة الفقيه علي المذكور آخر المائة السادسة فيما قاله الجندي، رحمه الله تعالى امين.

أبو الحسن علي بن زياد الكثاني ويقال له الزيادي أيضا كان فقيها عالما صالحا مشهورا صاحب كرامات.

يكى أن وادي الحج انقطع عنه السيل وللفقيه هنالك أرض تعرف بالجرب، بكسر الجيم وسكون الراء ثم باء موحدة، فجاعت سحابة وصبت على أرض الفقيه ولم تتعداها ثم قدم عقب ذلك رجل غريب فسأل عن الفقيه، فأرشد إليه، فجعل يبالغ في التبرك به، وطلب الدعاء منه، فسئل عن سبب ذلك فقال: كنت في البلدة الفلانية وإذا بي أنظر سحابة تسير وخلفها قائل يقول: اذهبي إلى وادي الحج واسقي أرض الفقيه الزيادي، قال الجندي: ولم تزل هذه الأرض محررة عن الخراج منذ زمن الفقيه حتى حصل من بعض الولاة معارضة في أيام الملك المظفر، فتقدم بعض ذرية الفقيه إلى الإمام أحد بن موسى بن عجيل وشكا عليه، فكتب الى السلطان يعلمه بذلك، وقال: إن هذه الأرض لرجل من أكابر العلماء الصالحين، فأمر السلطان أن يكتب بها مسامحة، وأزال عنهم ما يشكونه، قال: وذريته باقون على ذلك إلى الآن.

ويروى أن فقيها من أهل لحج مشهورا بالخير والصلاح، كان إذا نابه أمر، قال لأصحابه: اذهبوا بنا إلى أرض الفقيه الزيادي، وكانت منتزحة عن البلد فيخرجون معه، فإذا وصل إليها زال عنه جميع ما يجده، وكانت وفاة الفقيه الزيادي المذكور سنة خمس وثلاثين ومائتين، بعد أن جاوز ثمانين سنة، ونسبه في قوم يقال لهم الأقروظ يسكنون هنالك، وهم من بني قريظة القبيلة المعروفة من بني إسرائيل رحمه الله تعالى آمين.

17

مخ ۲۱۷