216

============================================================

الليل يضيء له البيت، كأن به مصباحا، وكان الناس يأتون ويقفون حول بيته ويدعون الله تعالى، فيظهر لهم آثر الاستجابة معجلا، قال الجندي: أخبرن شيخي الفقيه على الأصبحي أنه ثبت عنده بنقل صحيح، ان هذا الفقيه، كان متى قام لورده بالليل يضيء له الموضع حتى كأن ما يوقد فيه شمعا وأن بعض الفقهاء لما سمع بذلك قال: ربما يكون ذلك من الشيطان فوصل إلى الفقيه على سبيل الزيارة فأكرمه الفقيه وبات عنده، فلما كان وقت قيامه، قام كعادته فأضاء له البيت ضياء عظيما حتى أن الفقيه المنكر رأى نملة تمشي على الجدار، فعلم أن ذلك من فضل الله تعالى، فتاب واستغقر الله تعالى واستطاب قلب الفقيه.

ومن كرامات الفقيه علي المذكور، أته كان له صاحب من أهل الديانة، وكان الناس يودعون عنده فقدر أنه مات فجأة، فلم يكن أهل الودائع يتركون أحدا يقره إلا بعد مشقة عظيمة، وهربت امرأته وولده عن البيت، ثم أرسلت ولدها إلى الفقيه يعلمه بذلك، وأنه لم يطلعهم على الودائع، وأن أهلها آذوهم وأقلقوهم، فلما أعلم الولد الفقيه بصورة الحال استرجع وترحم على والده، ثم التقط حصاة بيضاء من الأرض وقال للولد: اعرف هذه يا ولدي واذهب أنت ووالدتك إلى البيت، فحيث تجد أن هذه الحصاة احفروا ذلك الموضع، ثم رمى الفقيه بالحصاة تحو بيت الرجل فرجع الولد إلى أمه فأخبرها بما كان من الفقيه، فقالت: يا ولدي قد عرف من الفقيه أمور كثيرة أعظم من هذا، فلما كان الليل جاؤوا إلى البيت ومعهم مصباح، فرأت المرآة في البيت حصاة بيضاء كما ذكر ولدها، فقالت له: أتعرف الحصاة التي أراكها الفقيه؟ قال: نعم ، فأرته الحصاة التي وجدتها فقال: هي والله هذه، فأقبلا على حفر الموضع فوجدا فيه ظرفا فيه جيع ودائع الناس مكتوب على كل وديعة اسم صاحبها فامسوا مستقرين في بيتهم، فلما أصبحوا طلبوا أصحاب الودائع وأعطوا كلا حقه ويحكى آنه كان يصحبه رجل ممن ينسب إلى البدعة، فسأل الله تعالى أن يكشف له عن حقيقة حاله، فبينا هو كذلك إذ سمع قائلا يقول: يا أيها الذين

مخ ۲۱۶