213

============================================================

وثمر به يمينا وشمالا ولا تضره، فأقام هنالك مدة قال: بينا أنا ذات يوم وقد فترت وسقطت قواي لعدم الطعام لأتي ما كنت أقتات إلا من الشجر، وإذا بي أسمع أصوات جماعة يقرأون القران ويذكرون الله تعالى بأصوات حسنة ونغمات طيبة، فلما سمعت ذلك، قام لي مقام الطعام وانبعثت قواي وقمت أتتبع الأصوات، فلم أجد أحدا فقلت في نفسي: لو كان في شيء من الخير لكنت ألقى القوم ولم يحتجبوا عني، فلما خطر ذلك ببالي سمعت قائلا يقول: يا فقيه علي ان الله لم يستعملك لهذا ارجع إلى بيتك وانشر العلم، فهو أفضل لك من هذه العبادة التي أقبلت عليها فقلت: سألتك بالله الذي أعطاك ما أعطاك، هل أنت جني أم انسي؟ فقال: بل انسى فقلت اظهر لي فظهر رجل في صورة حسنة وعليه مدرعة وقلنسوة الجميع من وف، فسلم علي ورددت عليه السلام، ثم أعاد علي ذلك الكلام مشافهة، فقلت في نفسي: لعل هذا شيطان، فقال: والله ما أنا بشيطان، ولقد نصحتك فإن شيت فقم وإن شئت فاقعد بعد استخارة الله تعالى، ثم غاب عن بصري، فقمت وصليت صلاة الاستخارة، فلم أطق الوقوف بعد ذلك، فلما عزمت على العود إلى البلاد داخلتني وحشة وفزعة حتى أتيت البلد، قال المخبر عنه: لما قرب من القرية خرج جميم من فيها فرحين به مستبشرين فوجدوه يتلألأ نورا بحيث آن

ناظره يعجز عن تأمله، فاستقر في بلده ونشر العلم وصف التصانيف المفيدة، ولم يزل على ذلك حتى توفي سنة سبع وخمسين وستمائة بقرية المحفد، بفتح الميم والفاء وسكون الحاء المهملة بينهما واخره دال مهملة، وقبره هنالك مشهور يزار ويتبرك به، ويوجد منه رائحة المسك خصوصا ليلة الجمعة، ذكر ذلك الجندي رحمه الله تعالى آمين.

بو الحن علي بن عبدالله صاحب المقداحة وسيأتي ضبط هذا الإسم فيما بعد إن شاء الله تعالى، كان المذكور من كبار الصالحين الكاملين المربين، وكان في بدايته يرعى غنما له في ناحية بلده فبينا هو

مخ ۲۱۳