211

============================================================

أابو الحن علي بن أحمد الرميمة بضم الراء وفتح الميمين وسكون المثناة بينهما، كان الفقيه المذكور شيخا كبيرا كاملا كثير المكاشفات والكرامات، صحب الشيخ مدافعا الآتى ذكره إن شاء الله تعالى، وانتفع به ولزم طريق العزلة بجبل صبر، وهو أحد الجبال المشهورة باليمن وكان متقللا من الدنيا خصوصا في أمر المأكل والمشرب إلى غاية، حتى أن الذي يأكله في سنة قدر ما يأكله غيره في شهر.

ومن كراماته ما آخبر به القاضي محمد بن علي الحاكم بمدينة تعز يومئذ قال: كان الملك المظفر قد أرسل الشيخ عبدالله بن عباس والأمير المعروف بابن الداية، إلى صاحب مصر، فلما كان بعد مدة جاء العلم إلى اليمن، أن ابن عباس توفي في الديار المصرية، قال القاضي: فمررت ببابه فسمعت في بيته بكاء أتعبني لأنه كان لي منه صحبة، فطلعت إلى الشيخ علي الرميمة وأعلمته بذلك، فأطرق ساعة ثم رفع رأسه وقال: إن ابن عباس لم يمت، وإنما مات ابن الداية، قال: فنزلت إلى أولاده وأعلمتهم بذلك ثم بعد أيام وصل العلم المحقق بموت ابن الداية، وأن ابن عباس في عافية كما ذكر الشيخ نفع الله به وكان له عند أهل صبر وأهل تعز وتلك الناحية مكانة عظيمة، ولهم فيه معتقد حسن، وكانت وفاته سنة ثلاث وستين وستمائة، وقبره في بلده من جبل صبر مشهور مقصود للزيارة والتبرك وله هنالك ذرية أخيار مباركون لهم حرمة وجلالة ببركته نفع الله به امين.

أ بو الحسن علي بن أبي بكر التباعي بكسر المثناة من فوق وقبل الألف باء موحدة وبعده عين مهملة مكسورة، كان المذكور فقيها عالما صالحا متورعا، وكانت له كرامات كثيرة، تفقه بجماعة وتفقه به اخرون، ثم غلبت عليه العبادة وشهر بالصلاح وقصده الناس من كل مكان للزيارة والتبرك، قال الجندي : أخبرني رجل من أهل قرية الفقيه أنه كان يقرأ كل ليلة شيئا من القرآن ومهدي ثوابه لوالديه، ثم أنه ترك ذلك مدة فرأى والديه في

مخ ۲۱۱