============================================================
أبو الحن علي بن موسى الهاملي الفقيه الحنفي كان إماما كبيرا عالما متفننا عظيم القدر مشهور الذكر كريم النفس، وكان مسموع القول في قومه، القبيلة المعروفة بالأهمول، وكان مسكنه في القرية المعروفة بالحمرانية بجهة جبل شمير، وكان وجيها عند اللوك وغيرهم، وكان فصيحا يقول شعرا حنا، ومن غريب شعره قصيدته التي في مدح النبي ي، كل بيت منها يحتوي على حروف المعجم جميعها إلى التاسع والعشرين، ومن بعد ذلك لم يلتزم شيئا، وأول كل حرف منها حرف من حروف المعجم أيضا أولها قوله: ت حجاك وخذها فرصة الزمن سق ضبط شيد العلاعظ كل متحن وقد أثبتها الخزرجي في طبقاته وأثنى على الفقيه المذكور ثناء حسنا، وذكر شيئا من شعره وقال: كان شيخا جوادا كثير إطعام الطعام، حسن السيرة طاهر السريرة، وكانت وفاته لبضع وعشرين وسبعمائة، قلت: وكان رحمه الله تعالى مع كمال العلم صاحب عبادات وكرامات. من ذلك ما أخبر به ولده الإمام العلامة الكبير أبو بكر الملقب بالسراج، صاحب التصانيف المشهورة في علوم شتى، قال: رأيت النبي لة وأبا بكر وعمر في حلقة من الناس عند مسجد والدي بقرية الحمرانية ليلة السابع عشر من شهر رمضان سنة أربع عشرة وسبعمائة، وسمعت النبي يقول : يا أبا بكر ويا عمر قوما فقبلا رأس الفقيه، يعني الفقيه علي بن موسى الهاملي، وهو يشير إليه، فقاما وقبلا رأسه، وكان النبي قائما عند الفقيه والفقيه قاعد وهو ية يدور حوله كالطائف به، وهو يقول: أنا أحب هذا أنا أحب هذا، حتى كاد يرتمي عليه، ثم طلب ي كتاب القدورى، فأحضرت له نسخة والدي الفقيه علي بن موسى، وقرىء بين يديي النبي نقلت ذلك من خط الفقيه السراج الرائي المذكور رحمهم الله تعالى ونفع بهم وأعاد من بركاتهم، أمين.
مخ ۲۱۰