============================================================
امره بالخروج عن المدينة وقال له: هذه البلاد لا تحتمل ذلك: ومن كرامات الشيخ علي المذكون أنه كان يعمل السماع، فإذا حصل عليه، وجد وقام يتحرك، يسمع الحاضرون كأن من ينعق مثل الشاوش في الجو يسمعون ذلك سماعا محققا، وهذه الكرامة مشهورة مستفاضة بين الناس.
وكراماته كثيرة مشهورة، وله في مدينة زبيد رباط معروف وزاوية محترمة، وله فيها وفي باديتها ذرية أخيار صالحون، شهر منهم جماعة بالولاية التامسة ونسبهم يرجع إلى قحطان، وقبره بمقبرة باب سهام من القبور المشهورة المقصودة للزيارة والتبرك واستنجاح الحوائج والمطالب، وهو أحد السبعة الذين تقدم ذكرهم في ترجمة الفقيه إبراهيم الفشلي نفع الله بهم أجمعين.
بو الن على بن محمد المعروف بابن الغريب كان من كبار عبادالله الصالحين، وكانت له كرامات ظاهرة، وكان كثير العزلة والاشتغال بالعبادات، وكان غالب أوقاته وتعبده بمسجد معاذ الذي على رأس الوادي زبيد، يقال: آن أصل بلده قرية الهرمة، وان أباه رجل غريب مغرب تزوج في هذه القرية وظهر له هذا الولد ، فقيل: ابن الغريب لذلك، وكان للناس فيه معتقد عظيم، ولما توفي بالمسجد المذكور اختصم فيه أهل تلك الناحية، كل أهل قرية يريدون آن يقبروه معهم، فلما طال بينهم ذلك اتفقوا على آن يحملوه على ناقة، وقالوا: أينما توجهت وبركت قبرناه في ذلك الموضع فأخذت الناقة في جهة اليمن حتى جاعت إلى قرية السلامة المقدم ذكرها في ترجمة الفقيه علي بن أبي بكر الزيلعي فبركت في الموضع الذي هو فيه مقبور الآن، فقبروه هنالك وتربته في القرية المذكورة من الترب المشهورة المعظمة المقصودة من الأماكن البعيدة للزيارة والتماس الخير والبركة، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه، ومن تعدى ذلك عوقب أشد عقوبة من غير مهلة، وقد جرب ذلك غير مرة نفع الله به امين.
10
مخ ۲۰۹