============================================================
وكان الفقيه المذكور كثير التلاوة لكتاب الله تعالى، يقال: إن راتبه كان في كل يوم سبع القران، أخذ ذلك عن شيخه الفقيه إبراهيم بن زكريا وكانت وفاته سنة اربع وستمائة، ودفن بمقبرة باب سهام من مدينة زبيد، وقبره هنالك مشهور يزار ويتبرك به.
يروى آنه من قرأ عند قبره سورة يس إحدى وأربعين مرة، لم يقطع بين ذلك بكلام، قضيت حاجته كائنة ما كانت، وقد جربت ذلك وصح والحمد لله على ذلك ومن ذريته الفقيه الصالح موسى بن محمد الضجاعي خطيب مدينة زبيد واحد المفتين بها رحمه الله تعالى، والفقيه علي المذكور حرضي ليس بضجاعي وإنما سموا ذريته بيني الضجاعي، لأنه سمى ولده محمدا الضجاعي باسم شيخه فعرفوا بذلك: أيو الحسين علي بن عبد الملك بن أفلح بفتح الهمزة واللام وسكون الفاء بينهما واخره حاء مهملة، كان المذكور من كبار الأولياء أرباب الكرامات والأحوال، صاحب خلق وتربية، وإليه وفد الشيخ أبو الغيث بن جميل وتحكم له وخدمه مدة طويلة حتى تهذب وتخرج به كما سيأتيي ذكر ذلك في ترجمته إن شاء الله تعالى.
يروى أن الشيخ أبا الغيث بن جميل، دخل من باب الشاريق من مدينة زبيد بحطب لبيت الشيخ المذكور، فحصل بينه وبين بعض البوابين شيء، فلطمه ذلك البواب، فجاء إلى الشيخ وشكا عليه، فذهب معه إليهم هو وجماعة من الفقراء، قال الشيخ أبو الغيث: فأريته البواب وأنا أظن أنه يفعل به أمرا يوجب التأديب، فقال لي: يا أبا الغيث، قبل رجله، فلم يسعني إلا طاعة الشيخ فقبلت رجله، ثم رجعنا فلما مشينا قليلا لحقنا الرجل وتاب وتحكم على يد الشيخ علي، وكان من جملة الفقراء، وكان الشيخ يحب كتم الكرامات وينهى الشيخ أبا الغيث عن اظهارها، فلما تكرر منه إظهار ذلك كما سيأتي بيانه في ترجمة الشيخ أبي الغيث،
مخ ۲۰۸