206

============================================================

تحت ثم نون أخرى مكسورة واخره ياء نسب، كان المذكور شيخا كبيرا عارفا صاحب كرامات ومكاشفات، وكان أخذه لليد من الشيخ محمد بن مهنا القرشي من أهل الوادي مور الآتي ذكره إن شاء الله تعالى، فاتفق أن وصل الشيخ محمد المذكور إلى مسجد الفازة المقدم ذكره في ترجمة الشيخ أحمد الصياد، وأقام به أياما هو وجماعة من الفقراء فيهم الشيخ علي المذكور، ثم تقدم الشيخ محمد إلى قرية القرشية، ونصب الشيخ عليا المذكور شيخا وأمره بالمقام هنالك لما تحقق أهليته لذلك، وسيأقي ذكر ذلك في ترجمة الشيخ محمد بن مهنا، مع زيادة بيان إن شاء الله تعالى، فتدير الشيخ على القرية المذكورة وظهرت عليه علامات القيول، وكثرت كراماته وتوالت بركاته.

فمما يحكى من كراماته، انه سرق لبعض الناس حمار، فجاء إلى الشيخ وشكا عليه ولازمه في ذلك، فقال له الشيخ: يعطف الله عليك، فلم يقبل منه وألح عليه، وقال: والله يا سيدي ما أعرف حماري إلا منك، فإن لي في الرحل الذي عليه خمسمائة دينار، وما تعبي إلا عليها، وبكى عنده، فقال له الشيخ: هذا حارك في مدينة الكدري، أنظره فنظره الرجل، فإذا به يرى المدينة المذكورة ويرى البيت الذي فيه حماره، ورأى الحمار مربوطا هنالك في ناحية منه، فقال له: اذهب خذ حمارك فما يمنعك منه أحد، وبين موضع الشيخ والموضع المذكور مسيرة يوم كامل، فذهب الرجل إلى الموضع وجاء إلى البيت بعينه ودخل وأخذ حماره ولم يمنعه منه أحد وللشيخ نفع الله به في هذه الحكاية كرامات متعددة، منها اطلاعه على الحمار في أي موضع هو، ثم كشفه للرجل عن حاره من بلدة بعيدة، ثم ظفره به إلى غير ذلك: ومن كراماته أيضا أنه اجتمع هو والشيخ أبو الغيث بن جميل والفقيه عمرو التباعي، في بعض المواضع، فحصل بين الشيخ علي وبين الفقيه عمرو التباعي كلام، فقال الشيخ علي: يا فقيه أما علمت أن في الفقراء من لو قال لهذا الجدار

مخ ۲۰۶