204

============================================================

فبحهم كلب هنالك، فبصق عليه الولد المذكون فمات الكلب من حينه، فنهره والده من إظهار هذه الكرامة، وكان هو القائم بعد والده بالوافدين والمنقطعين وقضاء حوائج المسلمين، وكانت وفاته سنة عشرين وسبعمائة، وبنو البجلى كافة بيت علم وصلاح وشهرتهم تغني عن التعريف بحالهم، وسيأتي ذكر جدهم الفقيه محمد بن حسين البجلى إن شاء الله تعالى.

ابو السن علي بن عبد الرحمن الحداد كان من أكابر المشايخ وقدمائهم، صاحب كرامات وإشارات، رأى في المنام كأنه دخل مكة المشرفة، واجتمع فيها ببعض الأولياء الأكابر، فاتفق ان حج في تلك السنة، فصادف هنالك الشيخ الكبير عبدالقادر الجيلاني، فلبس منه خرقة التصوف، وأخذ عنه اليد ورجع الى بلده، فلبس الخرقة القادرية باليمن) وأخذها عنه الناس، وغالب مشايخ اليمن يرجعون في نسبة الخرقة اليه، وكان لبسه ها من يد الشيخ عبدالقادر تجاه الكعبة المعظمة في مقام ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم، وذلك في شهر شعبان سنة احدى وستين وخمسمائة، وعنه أخذها الشيخ عبدالله الاسدي، ثم اتفق للشيخ عبدالله الاجتماع بالشيخ عبدالقادر، وأخذها عنه مشافهة، وقد ذكرت ذلك في ترجمة الشيخ عبدالله المذكور، وكانت اقامة الشيخ علي المذكور بموضع يقال له شزهب، بفتح الشين المعجمة وسكون الزاي وفتح الهاء ثم باءموحدة، وذلك من نواحي جبال مدينة القمحة، وله بالموضع المذكور زاوية وذرية وأصحاب، وقبره هنالك مشهور يزار ويتبرك به، وكان الشيخ الصياد في أيام بدايته كثيرا ما يطلع اليه يزوره في حال حياته ويلتمس منه التبرك وقد تقدم في ترجمته ما يدل على ذلك نفع الله بهما أمين.

2

مخ ۲۰۴