============================================================
عبدالله بن محمد الأحمر، أحد المدرسين بمدينة زبيد قال: صحبت الفقيه عليا المذكور عشرين سنة، ما أعلم ان سائلا سأله فاعتذر منه، قال: وأخبرني الفقيه محمد بن على الحضرمي فقيه مدينة زبيد في عصره قال: لما جيت الفقيه عليا بن ابراهيم أريد أن أقرأ عليه وأنا مشتغل القلب، متفرق الخاطر، وأنا أحب أن أجمع قلبي على طلب العلم، فبأول درسة قرأتها عليه، قمت وأنا بخلاف ما كنت عليه من اضطراب الخاطر، وكان في نفسي عدة مسائل قد أشكلت علي فزال عني جميع ذلك الإشكال فعرفت ان ذلك ببركته، ثم ما زلت أجد الزيادة في فهمي بعد ذلك وكان الفقيه علي كثير الحج، بلغت حجاته نيفا وثلاثين حجة، وكان كثير البر، وفعل المعروف، إن أقام في بيته أطعم الوافدين والطلبة المنقطعين وغيرهم، وإن سافر للحج أنفق في الطريق وفي مكة وغيرها ما يجاوز الحد عطاء، موقن بالخلف، وكانت له مع ذلك كرامات ظاهرة.
من ذلك ما حكاه الامام اليافعي في تاريخه قال: من كرامات الفقيه علي، ان بعض الناس أودع عند امرأة وديعة وسافر، فتوفيت المرآة وهو غائب، ولم يعلم أحد أين جعلت الوديعة، فلما جاء الرجل لم يجد من يعلمه بذلك، فذكر ذلك للفقيه علي المذكور فقال: أرني قبرها، فلما وقف عليه ساعة استدعى بابن المرأة وقال له: هل في بيتكم شجرة حنا؟ قال: نعم، قال: احفروا تحتها فالوديعة هنالك، فحفروا فوجدوها كما ذكر، قال الجندي: وقد زرته مرارا منفردا ومع والدي، فمن أحسن ما سمعته يقول للوالد وقد أوصاه بالدعاء: يا فلان، شر الأصحاب من يحتاج الى وصية. وكانت وفاة الفقيه علي المذكور، سنة خمس عشرة وسبعمائة، وخلفه ولده إبراهيم، وكان من أهل الخير والصلاح صاحب كرامات.
منها ان والده كان يحبه ويقدمه على جميع أولاده، فسئل عن ذلك فقال: إنه ليلة ان ولد أضاء البيت حتى رأيت جميع ما فيه .
ومنها انه زار مع والده في بعض حجاته مساجد الفتح غربي المدينة المشرفة،
مخ ۲۰۳