202

============================================================

كان عبدالله من أولياء الله تعالى، وكانت له كرامات ظاهرة، وكان يحصل بينه وبين الزيدية من أهل بلده مكالمة ومجادلة، فقال لهم يوما: اجعلوني أنا وقاضيكم في بيت واحد وأحرقوه علينا، فمن كان على الحق سلم، ومن كان على الباطل احترق، فلم يفعلوا، لما يعلمون فيه من الصدق وكمال الولاية.

وكذلك أخوه محمد كاتت له كرامات أيضا، أخبر عنه الثقة أنه قال: قد عودني الله تعالى علامة أعرف بها حالي، وذلك أني إذا كنت في حاجة وكان فيها الخير والصلاح، أرى طائرا أخضر صغيرا يكون علي وحولي، ولا يزال كذلك حى تنقضي الحاجة، واذا كاتت الحاجة بضد ذلك لم أره فأتركها، قال المخبر: ثم انه أراني ذلك الطير وهو ساع في بعض الحوائج الصالحة.

وأبو بكر كان أيضا من الصالحين، ونسبهم في الأزد القبيلة المشهورة، وأصل بلدهم عثر، بفتح العين المهملة وسكون المثلثة واخره راء، قرية كانت فيما بين حلي وحرض وخربت منذ زمن قديم، سميت بجزيرة في البحر مقابلة لها يقال لها عث، التي خرج منها القضاة، بنو صالح أصحاب المهجم، وقد تقدم ذكر القاضي صالح بن ابراهيم منهم، رحمهم الله تعالى ونفع بهم امين: ابو الحسن علي بن ابراهيم ابن الفقيه الكبير د بن حسين الجاي كان فقيها عالما عاملا كاملا زاهدا ورعا، أخذ عن جماعة من الأعيان، كالفقيه أحد بن موسى بن عجيل وغيره، وكان يحفظ المهذب عن ظهر الغيب، حفظا يميز فيه بين الفاء والواو وتخرج به جماعة نحو مائة مدرس، ولم يكن أحد من الفقهاء أكثر أصحابا منه، ولزم طريق الزهد والورع، وشهر بالعلم والصلاح، وفعل المعروف حتى قصده الناس من كل مكان، وسكن معه في قرية شجينة خلق كثين حى صارت قرية كبيرة ، وهي يضم الشين المعجمة وفتح الجيم وسكون المثناة من تحت ثم نون وهاء تأنيث. قال الجندي: أخبرني الفقيه

مخ ۲۰۲