============================================================
قد جعلت الدمع مني شافعا ورجائي وانكساري سلما ى الدهر بوصل منهم يسعف الصب ويشفي السقما وكان الشيخ علي المذكور نفع الله به بمكان مكين من الولاية العظمى والمحل الأسنى، قال الامام اليافعي في حقه في أثناء ترجمة له في تاريخه: ثم سافرت السفرة الأخيرة قاصدا له فرأيت منه ما أدهش عقلي وحير فكري من الأحوال والمعارف والأسرار والمكاشفات والكرامات والأنوار وغير ذلك، مما شاهدته منه، ما يضيق عن ذكره تصنيف كتاب، ثم قال وقد ألبسني الخرقة جاعة من القوم، ولم أشاهد في أحد منهم من حسن سلوك الطريقة، والجمع بين الشريعة والحقيقة، وعلو الهمة وكثرة المعارفات والمكاشفات، ما شاهدته من الشيخ علي المذكور إنتهى كلامه مختصرا، وله في مدحه قصائد كثيرة، فمن ذلك قوله: الى عند سكان الربوع البهية خليلي سيرا بلغالي تحيتي قليلا الى حيث السعادة حلت إذا جئتما حلى بن يعقوب يمنا وبثا غراما في الربوع وقبلا رباها وصبا دمعة بعد دمعة بها هل تراها سامحات بعودة سقى الله آياما خلون بسيد وعيش صفا من قبل تكدير فرقة فكأنها في طيب جمع به الهنا فشاهدت من آحواله وعلومه وأنواره ما تحت كل خفية له في معالي المجد منزل سؤدد به طربت بيض المعالي وغنت وقد أطلنا الكلام في ترجمة الشيخ تفع الله به، وهو قليل من كثير، وكانت وفاته ستة ثمان وأريعين وسبعمائق ودفن پدينة حلى وقبره هنالك مشهور يقصد للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة، وعليه مشهد عظيم وتابوت حسن، وزرته عام حججت سنة خمس وثلاثين وثمانمائة، فرأيت على قبره من الأنس والشور والبركة ما يجل عن الوصف، وكان له ثلاثة أولاد، عبدالله ومحمد السني وأبو بكر.
مخ ۲۰۱