200

============================================================

المشهورين في بركة المستورين وحكى الامام اليافعي من كرامات الشيخ علي شيئا كثيرا، من ذلك، أنه قال: اجتمعت به مرة في بعض الخلوات فخطر لي من أفضل هو أم شخص اخر؟ فقال لي عند حضور هذا الخاطر: ما الفرق بين الرسول والنبي؟ فأردت ان أذكر ما حصل لي من العيارة فسبقني وعبر عن ذلك بعبارة حسنة وجيزة جامعة للمعنى، حاصلها أن الرسول هو الذي يوحى اليه ويرسل الى الخلق ويؤيد بالمعجزات التي تدل على الحق، والنبي غير متصف بذلك، وكذلك الأولياء منهم من يؤيد بإرشاد المريدين والكرامات والبراهين، ومنهم من له فضل في نفسه وليس له شيء من ذلك ففهمت ان الفرق بينه وبين ذلك الشخص كتسبة الفرق بين الرسول والنبي، وللشيخ نفع الله به في التصوف كلام حسن يدل على فضله وتمكنه.

من ذلك قوله: ينبغي للفقير الصادق ان يكون كثير الفضائل لطيف الشمائل، أخلاقه ألطف من نسيم السحر، وأوصافه كالمسك إذا فاح وانتشر، طلق الوجه عند لقاء الأخوان، بسام الثغر عند وجود الحدثان، قلبه من الغش والحسد مكنوس، قد طهر ونقي من آفات النفوس، حرفته في الدنيا الزهادة، وحانوته فيها العبادة، إذا جن عليه الليل فهو قائم، واذا أصبح عليه النهار فهر صائم، كثير التلاوة للقرآن، بدمع منحسدر كالجمان، دائم الفكرة متواصل الأحزان، وكان له نفع الله به مع كمال الولاية اشتغال بالعلم ومشاركة في كثير من الفنون، خصوصا علم الفقه، وكان له ايضا شعر حسن رائق على طريق القوم، فمن ذلك قوله: أسفي من هجر سكان الحمى تركوني من هواهم في عمى ل قدمت يوما قدما نحوهم آخرت عنهم قدما ص رت ما فاتني من وصلهم أقرع السن عليهم ندما ليتهم اذ هجروا لم يتلفوا بالضنى صبا معنى مغرما

مخ ۲۰۰