109

الکائنات او بُد

الكون والفساد من كتاب الشفاء

ژانرونه

ولعل الهواء والنار ليسا يقبلان من البرد ما يصيران به أبرد من الماء، حتى يريا نافذين فى الماء هبوطا. ولعل ما يبرد من النار يعرض له أن ينحدر من حيزه إلى حيز الهواء .لكنه إذا انحدر لم يكن ذلك محسوسا؛ لأن النار البسيطة غير محسوسة.

ولعل الضباب هواء متبرد متكاثف، لكنه ليس مستحيلا بعد إلى المائية.

وأيضا فلقائل أن يقول إن البخار والدخان يصعدان على سبيل مرافقة النارية وبالقسر على ما قلنا قبل.

وبالجملة إن صعدا بالمرافقة لم يلزم السؤال، وإن صعدا، لا بالمرافقة؛ بل للاستحالة فى الكيفية فقط، فالفرق ما قيل.

***

وأما الشك المبنى على استحالة أن يكون ما تحت الفلك طبيعة واحدة، وإنما يختلف بالأعراض، فيبطله وجود الحركات الطبيعية متضادة لوجود المركز والمحيط. والجسم المتشاكل الطبيعية النوعية لا تختلف حركاته الطبيعية؛ إذا لا تختلف قواه الأصلية.

وأما ما تظن أن الكون يبرد الحركة؛ إذ الحركة تسخن فذلك باطل. فإنا قد بينا أن السكون عدم الحركة، وعدم العلة علة لعدم المعلول، لا لضد مقابل له، فإن الحركة إذا كانت توجب حرارة، كان لا يكون حركة هو أن لا توجد حرارة.

مخ ۱۸۶