إنه لا يمتنع أن يكون التحريك يسخن ما ليس بسخين فى طبيعته وتكون مع ذلك، طبيعته الذاتية محفوظة، ويكون ما تغير المتسخن إلا فى السخونة. ولا يمتنع أن يكون التحريك يحيل طبيعة المتحرك إلى الصورة النارية ابتداء، لو وجد خاليا عنها، أو يكون التحريك سبب دوامها مدة وجودها، مثل الحك المشعل. فإنه لشدة التسخين يعد المادة لقبول الصورة النارية، ويعاوق الاستعداد المقابل له فيكون الحك سببا، بوجه ما، للصورة النارية، لا لتسخن أول شىء له طبيعة قائمة غير موجبة للسخونة. وإنما يسخن من خارج فقط بل لإفادة الطبيعة التى هى مبدأ السخونة بنفسها، حتى لو توهم الحك زائلا، والتحريك باطلا، بقى الجسم على الصورة النارية، إلا أن يرد شىء مفسد للصورة النارية مقاوم لها. ولو كانت هذه النسبة من المحاكة والتحريك دائمة لكان وجوب لبس الصورة النارية دائما.
فالمادة التى هناك ملبسة صورة النارية بمعاضدة من حركة الفلك، ولا مضادة فى طباعها لذلك. ولو كان فى طبيعة ذلك الجسم شىء مضاد لذلك لكان التحريك الذى هناك يبطل تلك الطبيعة المضادة بفرط التسخن الذى هناك. هذا إن كان التحريك مسخنا، وإن لم يكن مسخنا فالشبهة زائلة من كل وجه؛ إذ كانت الشبهة فى أن ذلك الجوهر الذى هناك، إذ قد عرض له التسخن من خارج، فليس ذلك له طبيعيا. وذلك لأنه عرض له الحك فسخنه. والحك عرضى فالسخونة عرضية.
فالمجيب عن ذلك يقول:
مخ ۱۸۴