الفصل الثالث عشر فصل فى حل باقى الشكوك
وأما الشك المذكور فى التماس البيان لإثبات كون النار مفارقة للهواء، لا بأنها أشد منه سخونة، وهى من طبعه؛ بل بالفصل الذاتى، فقد فرغ من ذلك.
وبين أن هناك مكانا لجسم طبيعى غير الهواء وإنه حار.
وأما ما أخذ فى التشكك كالمتسلم من فتور النار البسيطة فأمر لا يقول به إلا المقصر فى الصناعة .فلذلك لا يلزم إلا من قال إن المركب أقوى من البسيط فى الكيفية.
على أن يقال أن يقول متأولا: إن المركب قد يعرض له أن يكون أقوى من البسيط فى الكيفية، إذا كانت هناك أسباب أخرى. توجب الازدياد فى الكيفية غير الذى فى الطبع، فيتظاهر الطبع والوارد والمرفد إياه على تقوية الكيفية، وإن كان هذا القول ربما لم يلتفت إليه.
وأما ما سئل عن أمر النار التى هناك، أعنى عند الفلك، وهل السخونة أمر يعرض لها من حركة الفلك، وهى فى نفسها غير حارة، أم هى فى نفسها حارة فى طبيعتها؟ فقول:
مخ ۱۸۳