شرح نهج البلاغه
شرح نهج البلاغة
پوهندوی
محمد عبد الكريم النمري
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۱۸ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
وصورة هذه الواقعة أن عمر لما طعنه أبو لؤلؤة ، وعلم أنه ميت ، استشار فيمن يوليه الأمر بعده ، فأشير عليه بابنه عبد الله ، فقال : لا ها الله إذا ! لا يليها رجلان من ولد الخطاب ! حسب عمر ما حمل ! حسب عمر ما احتقب ، لا ها الله ! لا أتحملها حيا وميتا ! ثم قال : إن رسول الله مات وهو راض عن هذه الستة من قريش : علي ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وعبد الرحمن بن عوف ، وقد رأيت أن أجعلها شورى بينهم فليختاروا لأنفسهم . ثم قال : إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني - يعني أبا بكر - وإن أترك فقد ترك من هو خير مني - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - ثم قال : ادعوهم لي ، فدعوهم ، فدخلوا عليه ، وهو ملقى على فراشه يجود بنفسه .
فنظر إليهم ، فقال : أكلكم يطمع في الخلافة بعدي ! فوجموا ، فقال لهم ثانية ، فأجابه الزبير وقال : وما الذي يبعدنا منها ! وليتها أنت فقمت بها ، ولسنا دونك في قريش ولا في السابقة ولا في القرابة .
- قال الشيخ أبو عثمان الجاحظ : والله لولا علمه أن عمر يموت في مجلسه ذلك لم يقدم على أن يفوه من هذا الكلام بكلمة ، ولا أن ينبس منه بلفظة . فقال عمر : أفلا أخبركم عن أنفسكم ! قال : قل ، فإنا لو استعفيناك لم تعفنا ، فقال : أما أنت يا زبير فوعق لقس ، مؤمن الرضا كافر الغضب ، يوما إنسان ويوما شيطان ، ولعلها لو أفضت إليك ظلت يومك تلاطم بالبطحاء على مد من شعير ! أفرأيت إن أفضت إليك ! فليت شعري ، من يكون للناس يوم تكون شيطانا ، ومن يكون يوم تغضب ! وما كان الله ليجمع لك أمر هذه الأمة ، وأنت على هذه الصفة .
ثم أقبل على طلحة - وكان له مبغضا منذ قال لأبي بكر ما قال في عمر - فقال له : أقول أم أسكت ؟ قال : قل ، فإنك لا تقول من الخير شيئا ، قال : أما إني أعرفك منذ أصيبت إصبعك يوم أحد والبأو الذي حدث لك ، ولقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ساخطا عليك بالكلمة التي قلتها يوم أنزلت آية الحجاب .
مخ ۱۱۷