89

شرح نهج البلاغه

شرح نهج البلاغة

پوهندوی

محمد عبد الكريم النمري

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ساءها ما لها تبين في الأيدي وإشناقها إلى الأعناق أي ساءها ما ظهر لها من ذلك . ويروى : ساءها ما بنا تبين ، أي ما بان وظهر ، ويروى ما بنا تبين بالرفع على أنه مضارع .

ويروى إشناقها بالرفع عطفا على ما ، التي هي بمعنى الذي ، وهي فاعلة . ويروى بالجر عطفا على الأيدي .

وقال الرضي رحمه الله تعالى أيضا : ويروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم خطب الناس وهو على ناقة قد شنق لها وهي تقصع بجرتها .

قلت : الجرة : ما يعلو من الجوف وتجتره الإبل ، والدرة : ما يسفل . وتقصع بها : تدفع ، وقد كان للرضي رحمه الله تعالى إذا كانت الرواية قد وردت هكذا أن يحتج بها على جواز أشنق لها ، فإن الفعل في الخبر قد عدي باللام لا بنفسه .

قوله عليه السلام : فمني الناس ، أي بلي الناس ، قال :

منيت بزمردة كالعصا

والخبط : السير على غير جادة ، والشماس : النفار . والتلون : التبدل . والاعتراض : السير لا على خط مستقيم ، كأنه يسير عرضا في غضون سيره طولا ، وإنما يفعل ذلك البعير الجامح الخابط . وبعير عرضي : يعترض في مسيره ؛ لأنه لم يتم رياضته ، وفي فلان عرضية ، أي عجرفة وصعوبة .

نبذة من أخبار عمر بن الخطاب

وكان عمر بن الخطاب صعبا ، عظيم الهيبة شديد السياسة ، لا يحابي أحدا ، ولا يراقب شريفا ولا مشروفا . وكان أكابر الصحابة يتحامون ويتفادون من لقائه ، كان أبو سفيان بن حرب في مجلس عمر ، وهناك زياد بن سمية وكثير من الصحابة ، فتكلم زياد فأحسن - وهو يومئذ غلام - فقال علي عليه السلام - وكان حاضرا - لأبي سفيان وهو إلى جانبه : لله هذا الغلام ، لو كان قرشيا لساق العرب بعصاه ! فقال له أبو سفيان : أما والله لو عرفت أباه لعرفت أنه من خير أهلك ، قال : ومن أبوه ؟ قال : أنا وضعته والله في رحم أمه ، فقال علي عليه السلام : فما يمنعك من استلحاقه ؟ قال : أخاف هذا العير الجالس علي إهابي ! وقيل لابن عباس لما أظهر قوله في العول بعد موت عمر - ولم يكن يظهره : هلا قلت هذا وعمر حي ؟ قال : هبته ، وكان امرأ مهابا .

واستدعى عمر امرأة ليسألها عن أمر - وكانت حاملا - فلشدة هيبته ألقت ما في بطنها ، فأجهضت به جنينا ميتا ، فاسفتى عمر أكابر الصحابة في ذلك ، فقالوا : لا شيء عليك ، إنما أنت مؤدب ، فقال له علي عليه السلام : إن كانوا راقبوك فقد غشوك ، وإن كان هذا جهد رأيهم فقد أخطأوا ؛ عليك غرة - يعني عتق رقبة - فرجع عمر والصحابة إلى قوله .

مخ ۱۰۹