88

شرح نهج البلاغه

شرح نهج البلاغة

پوهندوی

محمد عبد الكريم النمري

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۱۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

وأما منها في قوله عليه السلام : والاعتذار منها ، فيمكن أن تكون من على أصلها ، يعني أن عمر كان كثيرا ما يحكم بالأمر ثم ينقضه ، ويفتي بالفتيا ثم يرجع عنها ، ويعتذر مما أفتى به أولا . ويمكن أن تكون من ههنا للتعليل والسببية ، أي ويكثر اعتذار الناس عن أفعالهم وحركاتهم لأجلها ، قال :

أمن رسم دار مربع ومصيف . . . لعينيك من ماء الشؤون وكيف !

أي لأجل رسم المربع والمصيف هذه الدار وكف دمع عينيك ! والصعبة من النوق : ما لم تركب ولم ترض ، إن أشنق لها راكبها بالزمام خرم أنفها ، وإن أسلس زمامها تقحم في المهالك فألقته في مهواة أو ماء أو نار ، أو ندت فلن تقف حتى ترديه عنها فهلك .

وأشنق الرجل ناقته ، إذا كفها بالزمام ، وهو راكبها ، واللغة المشهورة شنق ، ثلاثية . وفي الحديث : إن طلحة أنشد قصيدة فما زال شانقا راحلته ، حتى كتبت له . وأشنق البعير نفسه ، إذا رفع رأسه ، يتعدى ولا تعدى ، وأصله من الشناق ، وهو خيط يشد به فم القربة .

وقال الرضي أبو الحسن رحمه الله تعالى : إنما قال عليه السلام : أشنق لها ، ولم يقل : أشنقها ، لأنه جعل ذلك في مقابلة قوله : أسلس لها ، وهذا حسن . فإنهم إذا قصدوا الازدواج في الخطابة فعلوا مثل هذا ، قالوا : الغدايا والعشايا ، والأصل الغدوات جمع غدوة . وقال صلى الله عليه وسلم : ' ارجعن مأزورات غير مأجورات ' ، وأصله موزورات بالواو ، لأنه من الوزر .

وقال الرضي رحمه الله تعالى : ومما يشهد على أن أشنق بمعنى شنق قول عدي بن زيد العبادي :

ساءها ما لها تبين في الأيدي وإشناقها إلى الأعناق

قلت : تبين في هذا البيت فعل ماض ، تبين يتبين تبينا ، واللام في لها تتعلق بتبين . يقول : ظهر لها ما في أيدينا فساءها ، وهذا البيت من قصيدة أولها :

ليس شيء على المنون بباق . . . غير وجه المسبح الخلاق

وقد كان زارته بنية له صغيرة اسمها هند ، وهو في الحبس - حبس النعمان - ويداه مغلولتان إلى عنقه ، فأنكرت ذلك ، وقالت : ما هذا الذي في يدك وعنقك يا أبت ! وبكت ، فقال هذا الشعر . وقبل هذا البيت :

ولقد غمني زيارة ذي قر . . . بى صغير لقربنا مشتاق

مخ ۱۰۸