ومنها : فضائله وفرائضه ، فالفضائل النوافل ، أي هي فضلة غير واجبة كركعتي الصبح وغيرهما ، والفرائض كفريضة الصبح . وقال الراوندي : الفضائل ههنا : جمع فضيلة ، وهي الدرجة الرفيعة ، وليس بصحيح ، ألا تراه كيف جعل الفرائض في مقابلتها وقسيما لها ، فدل ذلك على أنه أراد النوافل ! ومنها : ناسخه ومنسوخه ، فالناسخ كقوله : ' فاقتلوا المشركين ' ، والمنسوخ كقوله : ' لا إكراه في الدين ' .
ومنها : رخصه وعزائمه ، فالرخص كقوله تعالى : ' فمن اضطر في مخمصة ' والعزائم كقوله : ' فاعلم أنه لا إله إلا الله ' .
ومنها : خاصه وعامه ، فالخاص كقوله تعالى : ' وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي ' ، والعام كالألفاظ الدالة على الأحكام العامة لسائر المكلفين كقوله : ' وأقيموا الصلاة ' . ويمكن أن يراد بالخاص العمومات التي يراد بها الخصوص كقوله : ' وأوتيت من كل شيء ' ، وبالعام ما ليس مخصوصا ، بل هو على عمومه كقوله تعالى : ' والله بكل شيء عليم ' .
ومنها : عبره وأمثاله ، فالعبر كقصة أصحاب الفيل ، والآيات التي تتضمن النكال والعذاب النازل بأمم الأنبياء من قبل ، والأمثال كقوله : ' كمثل الذي استوقد نارا ' .
ومنها : مرسله ومحدوده ، وهو عبارة عن المطلق والمقيد ، وسمي المقيد محدودا وهي لفظة فصيحة جدا ، كقوله : ' فتحرير رقبة ' ، وقال في موضع آخر : ' وتحرير رقبة مؤمنة ' .
ومنها : محكمه ومتشابه ، فمحكمه كقوله تعالى : ' قل هو الله أحد ' ، والمتشابه كقوله : ' إلى ربها ناظرة ' .
ثم قسم عليه السلام الكتاب قسمة ثانية ، فقال : إن منه ما لا يسع أحدا جهله ومنه ما يسمع الناس جهله ، مثال الأول قوله : ' الله لا إله هو الحي القيوم ' ، ومثال الثاني : ' كهيعص ' ' حمعسق ' .
ثم قال : ومنه ما حكمه مذكور في الكتاب منسوخ بالسنة ، وما حكمه مذكور في السنة منسوخ بالكتاب ؛ مثال الأول قوله تعالى : ' فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت ' ؛ نسخ بما سنه عليه السلام من رجم الزاني المحصن . ومثال الثاني صوم يوم عاشوراء ، كان واجبا بالسنة ثم نسخه صوم شهر رمضان الواجب بنص الكتاب .
ثم قال : وبين واجب بوقته وزائل في مستقبله ، يريد الواجبات الموقتة كصلاة الجمعة ، فإنها تجب في وقت مخصوص ، ويسقط وجوبها في مستقبل ذلك الوقت .
مخ ۷۹