فلماذا يرتد الراوي إن سب أبا بكر أو عمر، وإن سب عليا فهو ثقة ثقة ثقة ؟! وأي تعصب واختلال في الموازين أسوأ من هذا؟
ولم يقف الأمر عند أولئك، ولكنه استمر وتشعب، فهذا (ابن تيمية) الموصوف عند بعض المسلمين بشيخ الإسلام يخصص مساحة واسعة من كتبه للحط من مقام الإمام علي تلميحا وتصريحا، حتى ضج منه الحافظ بن حجر، ووصفه بالتحامل الشديد في رد الأحاديث الصحيحة الواردة في شأن علي(1)، فلم يختلف في ذلك عمن يصفهم بالرافضة.
وفي ظل تلك الهجمة أخذ أنصار الإمام علي وأهل بيته يدافعون عنه، ويظهرون فضائله بكل ما أوتوا، ومن الطبيعي أن يدخلوا في حالة مقارنة بينه وبين من يسعى الأمويون لتفضيلهم عليه من الصحابة، خصوصا أبا بكر وعمر، وأخذت ردة الفعل تعمل عملها تارة في المبالغة في النقد والتجريح، وتارة في التمجيد والمديح، ومن تتبع ما دون في ذلك عند مختلف الأطراف فسيجد العجب العجاب.
مخ ۱۹