إني لأذكره حينا فأحسبه .... أوفى البرية عند الله ميزانا ومع ذلك روى له النسائي وأبو داود وأحمد، وله في (صحيح البخاري) حديثان(1)، وأثنى عليه المحدثون. فأي كذبة أعظم من القول بأن قاتل علي تقي؟! وأي جرأة على الدين والقيم أسوأ مما تضمنته هذه الأبيات؟!
ومن الملفت للنظر في هذه المسألة هذا التغاضي من قبل المحدثين عمن كان يسب عليا، أما إذا تعلق الأمر بأبي بكر أو عمر أو عثمان، فلا يتركون الرواية عمن ينال منهم فحسب، بل يحكمون عليه بالكفر أو الردة، ويجعلون حده القتل والتنكيل. فقد ذكر ابن حجر في (تهذيب التهذيب)(2) أن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى سئل عن رجل يسب أبا بكر. فقال: يقتل. فقيل: سب عمر. قال: يقتل. وذكر ابن بطة في (شرح الإبانة)(3) عن عبد الرحمن الأوزاعي أنه قال: من شتم أبا بكر الصديق رضي الله عنه، فقد ارتد عن دينه وأباح دمه!
مخ ۱۸