وبلغ السلطان أن أمرا جرى في القلعة لم يتحقق ما هو، فقطع بقتل الأمير فارس الدين، ولوفته ركب، واجتمع اليه خوشداشيته، وجماعة كبيرة، وجعل كل أحد يشير برأي، ولا يتفق أحد مع أحد، إلا انقسمت الآراء، وتفرقت الأهواء ؛ وصار هذا قلبه في أهله وأولاده، وهذا خاطره في اقطاعه أو ملكه، وهذا يقول : « مالي ذنب أهرب منه ». وهذا يقول : « أنا فعلت مع الملك المعز خيرة لا بد وأن يكافيني عنه ». وأظلم الليل، وضاقت المدة عن اعتماد حيله، وعلم السلطان أنه إن أصبح الصبح تفرق من بقي إلا القليل، ولم يجد إلى الخلاص من سبيل؛ فساق في جماعة من أهل النجدة، يتبعونه في الرخاء والشدة، وأصبح الصبح فلم يقع أحد له على خبر، ولا رأي أحد له عينة ولا أثرا. وأصبح كل متأخر عنه يؤخذ وينهب، وتهتك حرمته وحريمه ويسلب ؛ والحاضر يقيد، والغائب پز سل خلفه فيمسك ويخشب ؛ فامتلأت بهم الحبوس والأجباب، وتعاون عليهم من كانوا يعتمدون عليه من الأصحاب ؛ فكأنما
وافية، وحرزا حريز ) ؛ فلما زال ظله - لا تلتصه الله ! – أحرقتهم شموس الحتوف، وحل بهم كل أمر مخوف ؛ وطمع فيهم كل من
بكلمة. وصارت الأرض لا تسع الهارب، ويود
مخ ۵۴