بأموالهم كل فقير، وسكن أملاكهم ودورهم كل طريد، ولم يظن أحد منهم أنهم تقوم لهم قائمة، وما سبب ذلك إلا تهاونهم في مصالحهم كما يخادع الضبع إذا قيل له أم عمرو نائمة.
ذکر وصول السلطان إلى الشام
لما وصل السلطان إلى الشام تلقاه الملك الناصر صلاح الدين ابن الملك العزيز، صاحب دمشق وحلب، وأكرمه وأكرم من وصل معه من الأمراء خوشداشيته. وتسلسل الهاربون من البحرية إلى السلطان، فجمع شملهم، وصارت لهم به صورة عظيمة، وصار إليهم بالشجاعة يشار، ولمملكة الشام به أعظم افتخار ؛ فحسنوا لهم قصد الديار المصرية، فخرج عسكر الشام، وهو لا يستطيع إقدامة ولا رجوعة.
مخ ۵۵