195

د ملک الظاهر په سيرت کې الروض الزاهر

الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

ژانرونه

تاريخ

ويحسبون كل صيحة عليهم، ضنة بالنفوس، ورغبة عن لباس البوس ؛ وسوء ظن بأقدار الله التي لا محيد عنها، واشتغالا بالفكرة في الأمور التي فرغ ربك منها ؛ وإلا لو شاهد سنان هذا الملك، الذي تسبق أعنة خيوله الرياح، وتملأ جيوشه البطاح، وتسمح أولياؤه بالنفوس، مستربحة رضوان الله برضاه، والسماح رباح، وتقصد القنا طعناته، فكم أفنت من سنان، وكم حطمت من رماح، لقرع السن ندما، ولشغل بكلامه عن أن يحير كلمة ؛ ولراعه كما يديرون رحى الحرب الزبون، ويتداوون مع صحة أذهانهم في الحروب من الجنون بالجنون، ويمتنعون بوطي الحصن إذا امتنع غیر هم بعتلى الحصون ؛ ولأجرت تلك الرماح لسانه فلا يقول، ولقطع بأن سكاكين قومه الذين يقولون نصول بها أنها لسهام هذا السلطان نصول ؛ ولتيقن أن تلك الدعوة في مملكة من ممالك الدولة لم تجب، وتلك الرغوة التي ....... .... ولوقف موقف الاعتذار، ونسأل الأمان لرجاله الذين أكثر بهم الفخار، ولطلب من السيوف الظاهرية الطوال، بأيدي أربابها، العفو عن سكاكين تلك الباطنية القصار ؛ ولقال عند سماع غوغاء الحروب : هذه أسود تزأر بالغيل، لا ذبابة تطن بأذن فيل، وملوك تأتي من الملائكة في قبيل، لا بعوضة تعد من التماثيل ولما وصف نفسه وأصحابه بأنهم كالريح العاصف التي لا تؤذي الهشيم احتقارا، وتعثر بالحبال الراسية، فتنسفها اقتدارة والعلموا أنهم ان كانوا ريحة فقد لاقوا إعصارة، وان من الجبال الراسية ما تعثر الرياح بها - كما قال - إذا عثرت لا تقبل لها عثارة، وقد أنكتهم الرياح العواصف، فكيف لا تتألم الحشاشة الحشيشية من عواصف الرياح ! وظنوا أن كل جبل كجبالهم المنسوفة، وما علموا أن توقل صواهل الحياد خير من صهوات الجبال، وخير من التوقي بالصحائف التوقي بالصفاح. فالحمد لله على أن ادخر؛ هذه الموهبة لهذه المملكة، ختى جرى ما جرى من الخضوع والذلة، وأحوج إلى رحمة هذا السلطان من كان لا يرحم الملوك قبله » ۲.

وفي ثامن صفر سنة أربع وستين وستمئة كسر عسكر السلطان بحمص الفرنج بطرابلس ؛ وذلك أن البرنس بيمند بن بیمند جمع واستنصر بالداوية، والاسبتار، وقصد جهة حمص، وكان النائب بها الأمير علم الدين الباشقردي قد فهم حركته، فاحترز، وجعل الطلائع على المخائض، فقصد البرنس مخاضة بلالة، فسبقه الأمير علم الدين فيمن عنده من عسكر، فملك المخاضة، فأتى الكافر بخيله ورجله، فوجد المخاضة قد ملكت، فعدل إلى غيرها، فقويت نفوس المسلمين، وعدوا الماء اليه، وتبعوه فانهزم، وما زالوا خلفه يقتلون وينهبون إلى أن توغل في بلاده، ورد طريدة شريدة، قد قنع من الغنيمة بالإياب، وكان له أمل فخاب، ورجع المسلمون إلى البلد، ولم يعدم أحد.

- وفي هذه المدة سير إلى دمشق بعمل مراكب فعملت، وحملت إلى البيرة. وفي هذه المدة توجه السلطان إلى خليج الإسكندرية لرؤيته، وتقدم بما يجب من حفره ؛ وتصيد في جهة الحمامات ورجع.

مخ ۲۴۵