وفي جمادى الأولى وصل فخر الدين بن جلبان من البلاد الفرنجية بعد أن خلص جماعة من الأسر بمال الوقف المسير من جهة الأمير جمال الدين التجيبي وفرجت به کربات كثيرة لنساء وأطفال، وسير الجميع إلى دمشق، وسلموا للقاضي ليزوج من يؤثر منهن التزویج.
وفي هذا الشهر رسم السلطان ببناء جسر على الشريعة، وجهز الأمير جمال الدين بن نهار الصالحي المهمندار لبنائه، وجهزت له الأصناف من دمشق ورسم أن يكون خمس قناطر.
وفي جمادى الأولى من هذه السنة تكاملت عمارة الدار الجديدة، المرسوم بعمارتها عند باب السر الذي بالإيوان المطل على سوق الخيل، وعمل بها دعوة للأمراء. فعمل القاضي محيي الدين، مؤلف السيرة :
يا مالك الدنيا الذي
أضحى بعون الله غالب
یا من به الكفار قد
نهبوا بأنياب النوائب
يا ذا الذي لولاه قد
كان البقاء من العجائب
منها:
لولا سيوفك لم يكن
بالثأر للإسلام طالب
کم جنة لك أزلفت
بعظیم کتيك والكتائب
ورأتك قد أعطاك رب
ك طول أعمار الكواكب
فاستعجلت وأتت بما
تبغي سعودة من مطالب
مخ ۲۴۶