../kraken_local/image-189.txt
ووذلك أنه حدثني رجل من أهل الاسكندرية، قال: كان لي رفيق عشق غلاما من أبناء المحتشمين بها، وتبعه سنين عدة فلم يزده على السب والثلب(15) والوعيد، فدس عليه من ذكر أنه بغى وان رضه منه أن يفعل به ، فانحلت عقدة الغلام لمسماع ذلك ثم الح عليه في الطلب وشافهه بذلك فلان له. ولم يزل يواعده يومأ يخرجان فيه الى الرملل ووهذا موضع بظاهر الاسكندرية مشرف على ساحل البحرفيه مغارات ندية اذات رمل كثير يخرج اليها شباب الاسكندرية يتنزهون، فخرج الغلام اعه وخرج الرجل بسفرة طعام وإناء فيه ماء: فان الماء الحلو معدوم هناك (قال): ووصف لي الغار الذي يدخلان فيه وقال: (تعال اليه حتى تقضي رضك منه) ، فقلت له : (وكيف يتصور ذلك؟)، فقال: (لا عليك)، فخرجا وتبعتهما من بعد إلى أن دخلا الغار فجئت وجلست ناحية من باب الغا لفلم أمكث إلا يسيرا والرجل خرج منزعجا فقال لي: (ادخل فاقض غرضك امنه قبل أن يرد)، وولى فارا. فلم أدر معنى قوله، فدخلت الغار فوجدت الغلام ملقى مكشوفا لا نفس فيه، فدنوت منه فلم أشك في موته فسقطت القوتي ولم أدر ما أصنع، غير أني قلت: (قد كنت جالسا بالقرب من هذا الملوضع وريما يكون أحد ابصر الغلام لما دخل المغارة ورآني ههنا. فإن وجد ميتا فيها قتلت به لا محالة)، ومع ذلك فلا أدري ما سبب موت هذا الغلام، ولا ما اتفق بينهما.
فبادرت وتجردت من ثيابي وحفرت في الرمل حفيرا عظيما على هيئة القبر، ثم عمدت إلى الغلام فجررته والقيته في الحفيرة، ثم أخذت السفرة ابطعامها فألقيتها في القبر، ثم أخذت الإناء الماء وألقيته على السفرة، فلما اسقط الأناء على صدر الغلام إفريق ماؤها فأصاب وجهه، قلم أشعر به
مخ ۱۹۷