غير أن الدبلميين منا ماكرون عاطلون من الشرف المهني.»
ويحكم العاقل في أمر المتعصب بإنصاف أعظم مما يحكم به المتعصب في أمر العاقل، فيزدرد
13
اللورد كرومر الإهانة ويمتدح غوردون بعد حين لخلوه من نفاق القوم.
ويتفق النيل وغلادستن على عدم خلاص غوردون. ومما حدث أن أرسل غوردون كتيبة نحو دنقلة وأن كسرت الباخرة الحاملة لها في شلال وأن ذبح الدراويش غرقاها، ويحل فصل الخريف فيتنازع النبي الأسود والمؤمن الأبيض، ويزيد ما يجمعه الخليفة حول الخرطوم مقدارا فمقدارا، ويحاول الحاكم أن يحول هذه المدينة إلى حصن فيحفر خنادق ويبسط فوقها خيشا،
14
ويصنع خبز من الجمار
15
والصمغ وتوزع الجرايات بين الأهالي، وتضرب النقود، ويشد غوردون عزائم ألوف الآدميين الذين صاروا يبصرون تضييق نطاق الحصار، ويرون ما يحيق بهم من الدمار إذا ما وصل الإنكليز متأخرين.
ويقيم المهدي بضفة النيل الأبيض الأخرى في أم درمان التي استولى عليها في ديسمبر، فإذا خرج من دائرة حريمه، التي أخذ يطيل المكث بها، وصعد في سطح بيته العربي الأبيض أمكنه أن يبصر وراء النيلين سطح القصر القوطي الذي يسكنه عدوه، وهو إذا ما استعمل المنظار استطاع أن يتبين شبح غوردون لقضائه ساعات على سطح قصره الذي هو أعلى نقطة في الخرطوم، وإن شئت فقل استطاع أن يعرف تريستان
ناپیژندل شوی مخ