جعة محاولين أن يتخاطبوا على الرغم من حاك
2
صاخب، يقف رجلان ذوا قنان
3
على نور مصباح أخضر معلق ويلعبان لعبة البليار ويتلويان كثيرا مدا لذيلهما الطويل على البساط الأخضر الناعم. ولا غرو، فهما اثنان من أبناء الطبقة الوسطى جمعا - أو نضدا - نماذج في النهار بأسره فيدفعان الآن صامتين كرة بيضاء نحو عصابة المنضدة
4
المطلية بالمطاط؛ لكي تمس كرتين أخريين وفق بعض القواعد. وفي العالم - في تلك الساعة - في القهوات والأنديات،
5
يلعب بضعة آلاف من الناس المسالمين الماهرين تلك اللعبة، وعلى ما كان من اختراع البليار في إيطالية منذ أربعة قرون ترى لعبته وقفا على أقلية، وذلك لما تقتضيه لعبة الذراع والرأس هذه من دقة كثيرة على جمهور يلعب لعبة الصولجان بذراعه ويلعب لعبة الورق برأسه.
ولصنع هذه الكرات الثلاث التي يدحرجها ذانك الرجلان على البساط الأخضر يضحى بأقوى حيوانات الدنيا الذي هو آخر جبابرة العالم الابتدائي، ومن عاجيه يعمل ثماني كرات أو عشر كرات؛ أي ما يجهز ثلاثة بليارات أو ستة رجال ذوي أكمام قميص تحت مصباح أخضر. وأما الأدوات الأخرى التي تصنع من هذا العاج (وقد كان الرومان يعملون منه أسنانا صناعية)، وذلك من أمشاط ومراوح وقطع شطرنج ومساطر وأصابع بيان ومقابض مظال وما إلى ذلك، فليست سوى نفاية مصنوعات، فليست سوى أدوات زينة ولعب يسهل استبدال غيرها بها، وما كان يوجد للكرات مادة لها ما للعاج من صلابة على حين كان يمكن صنع الأدوات الأخرى من القرون أو الخشب الثمين. والنساء حتى القرن الثامن عشر كن يضربن بأيديهن البيض على أصابع سود، فلما حملن على استعمال أصابع بيض خضعن لأمر صالح اقتضته الموسيقى، فالأصابع العاجية في البيان أفضل من غيرها.
ناپیژندل شوی مخ