فمن النحويين من قال: هو منصوب باضمار فعل تقديره اقصدوا جعفرا أو عليكم جعفرا. ومهم من جعله من باب المفعول المحمول على المعنى من جهة أن جعفرأ قد دخل في الرؤية من جهه المعنى لأن الشىء إذا لاح لك فقد رأيته ، ومثل ذلك مما انتصب حمله على المعنى قول ابن قيس الرقيات
ن تراها ولو تأملت إلا
ولها في مفارق الرأس طبيا فنصب طيبا لما دخل في الرؤيه . ومثله قول عمرو بن قميئة :
تذكرت أرضا بها أهلها
خوالها فيها وأعمامها فنصب أخوالها وأعمامها لما دخلا في التذكر وهذا على مدهب سيبويه . واما ما ذكر أبو الفتح ابن جنى فانه بدل من الأرض وهو بدل الاشتمال ومثل القول الأول قول عبدالعزيز بن زرارة الكلابي :
وجدنا الصالحين لهم جزاء
وجنات وعينا سلسبيلا فنصب جنات وعينا لما دخلا في الوجدان والاستشهاد بالشعر عليه لطول فهذا مما يحتج به لمن زعم أن جعفرا انتصب لدخوله في الرؤية من جهة المعنى ويقدر له الناصب ما دخل عليه يلوح من الرؤية كما تقدم في الأبيات . وفي هذا ضعف من جهة أن يلوح يبقى بغير فاعل والفاعل لايد منه لان الفعل لا تخلو من فاعل إما ظاهر وإما مضمر . ومن النحويين من نصب حعفرأ بالمصدر الذي هو ضرب تقديره من ضرب
مخ ۴۰