دار الملوك جعفرا على وحه الدينار وأضاف الضرب الى الدار ، وإيما هو لأهلها ولأصحابها على وجه الاتساع كما تقول: هذا الدينار من ضرب الدار ، وهذا الثوب من عمل الدار .
وفي هذا الوحه أيضا ضعف من جهة الفصل بين المصدر وصلته بأجنى ، ألا تراه قد فصل بقوله : «يلوح على وجهه» بين ضرب وحعفر وهو أجني منه . فعلم بهذا أن رواية الفراء في البيت هي الصحيحه التى لا إشكال فيها .
فضرب عشرة آلاف دينار على هذه الصفة ودفعها لرجل واحد مدلس بنفقها مع جاريته وكان دلس عليه بولاية مصر فعفا عنه وألحقه بالبرامكة .
وبعد هذا كله أمر الخليفة بضرب عنقه بحبلة حصله بها في حوف داره وفسم حسده نصفين فحعل نصفه في الجانب الشرقي ونصفه في الجانب الغربى ، وبهب ديار البرامكة وأمر يقتل غلمانهم وأصحابهم ، وأنفد الى النهروان ، فأخذ جميع ما كان لجعفر من المال والسلاح والكراع ، وقبض على الشيخ الوزير يحبي أبي جعفر ، وعلى ولده الفضل ، فسحنها بعد أن نزعمها عن نعمتها وخرب ديارهما ونهب عيالهما واستعبد ذراريهما .
وكان الخليفة قد ندر الحج إلى بيت الله الحرام راحلا ،حافيا إن أظفره الله بالبرامكة ولم تثر عليه البلاد . وقال : لو علمت يمينى بالسبب الذى له فعلت هذا القطعتها . فخرج حاحا تضرب له السرادقات مظللة ، وتخرج من سرادق إلى سرادق إلى أن وصل مكة .
وفي تلك الأيام مات يحبى في السجن يقيده ، فاما قدم الخليفة سأل عنه فأعلم يموته ، فقال :لاإله إلا الله ،مات الخير بأسره . وقال : واللهلو وحدت بحبى حبا لافرجت عنه ، ولكن لا يد أن أنظر في حال الفضل إن شاء الله . فاما كان في
مخ ۴۱