قوسين» أي قدر قوسين وقيل : القوسها هنا الذراع بلغة أزد شنوءة . وقيل : القاب ظفر القوس وهو ما وراء معقد الوتر، بقال :هو قاب رمح وقاد رمح وقيد رمح وقدي رمح وقدة رمح وقبد سوطه أي قدره .
وأراد صلى الله عليه وسلم - والله أعلم - دم الدنيا والزهد فيها والترغيب في الآخرة ، فأخبر أن اليسير من الجنة خير من الدنيا كلها ، وإيما ذكر قدر السوط والقوس على التقليل إلا أنه أراد قدر القوس ولا قدر السوط بل موضع نصف سوط وربع سوط وظفر سوط من الجنة الباقية خير من الدنيا الفانية .
وهذا مثل قول الله عز وجل : «ومهم من إن تأمنه بقنطار) لم يرد القنطار لعينه . وكذلك قوله عز وجل: « ومنهم من إن تأمنه بدينار» لم يرد الدينار بعينه ، وإنما أراد التقليل أي أنمنهم من يؤيمن على بيت مال فلا يخون ومنهم من بؤيمن على فلس أو يحوه فيخون .
وقرم مراان وأصلح حال البلاد وأزال المظالم عن العباد ، ولما قدم من الري دخل عليه أبو دلامة الشاعر بهنئه يقدومه فأقبل عليهالمهدى وقال : كيف نت يا أبا دلامة * فقال : يا أمير المؤمنين :
ي حلفت لئن رأيتك سالما
بقرى العراق وأنت ذو وفر
لنصلين على الني محمد
وليملان دراهمأححري
فقال له المهدى : أما الاولى فنعم . وأما الثانية فلا ! فقال : حعلنى الله فداك انهما كلمتان لا يفرق بينهما فقال بملا حجر أني دلامه دراهم ففعد وبسط ححره فيزلت فيه بدرة دراهم ، فقال له: قم الان يا أبا دلامة فقال : يتخرق قميصى يا أمير المؤمنين حتى أشيل الدراهم وأقوم : فرد الدراهم الى كيسها وأخذها على صدره بثقلها ودعا له وخرج.
مخ ۳۴