200

الكلام هذا بل هو أعظم الفتح، قد رضي المشركون أن يدفعوكم بالبراح عن بلادهم، ويسألوكم القضية، ويرغبوا اليكم في الامان، وقد رأوا منكم ما كرهوا، وأظفركم الله عليهم، وردكم سالمين مأجورين، فهو أعظم الفتوح أنسيتم يوم أحد إذ تصعدون ولا تلوون على أحد وأنا أدعوكم في أخراكم ؟ أنسيتم يوم الاحزاب إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ؟ ". فقال المسلمون: صدق الله ورسوله، والله يا نبي الله ما فكرنا فيما فكرت فيه، ولانت أعلم بالله وبأوامره منا (241). لكن قال عمر حينئذ: يا رسول الله ألم تقل انك تدخل مكة آمنا ؟ قال: بلى، أفقلت لكم من عامي هذا ؟ قال: لا.. الحديث (242). وعن سعيد بن منصور باسناد صحيح إلى الشعبي في قوله تعالى: (انا فتحنا لك فتحا مبينا) قال: لم يكن في الاسلام فتح قبله أعظم منه، فانه لما كانت الهدنة ووضع الحرب، وأمن الناس بعضهم بعضا ؟ والتقوا وتفاوضوا في الحديث والمنازعة، لم يكلم أحد من المسلمين ذا عقل في تلك المدة

---

(241) راجع قصة الحديبية من السيرة النبوية الدحلانية وغيرها تجد كلما قلناه بنصه (منه قدس). معارضة الرسول صلى الله عليه وآله: الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 / 105. (242) تجده في السير الحلبية وغيرها (منه قدس). صحيح البخاري، السيرة الحلبية ج 2 / 715، السيرة النبوية لزين دحلان. وذكر صدره في: الكشاف ج 3 / 541، تفسير القرطبى ج 16 / 260، سورة الفتح آية: 1.

--- [183]

مخ ۱۸۲